الثورة أون لاين – ريم صالح:
لم يبق شيء من الإجرام الممنهج والإرهاب المنظم لم ترتكبه ميليشيا “قسد” بحق السوريين في الأماكن التي تسيطر عليها، حيث لا يمر يوم من دون أن نرى أو نسمع كيف تعيث هذه الميليشيات الانفصالية العميلة فساداً وترويعاً ونهباً وسلباً وخطفاً وتهجيراً بحق أهالي منطقة الجزيرة السورية، وفرضاً للآتاوات عليهم، وكل ذلك يمر أممياً ودولياً مرور الكرام، ما يشير إلى تواطؤ المؤسسات الأممية مع هذا الإجرام الممنهح، الذي يسعى من ورائه المحتل الأميركي إلى إفراغ المنطقة من سكانها الأصليين عبر ذراعه الإرهابية “قسد”.
ولكننا لا نستغرب ذلك على الإطلاق، فدائماً وأبداً عندما يكون هذا الإجرام بإيعازات أميركية، فإنه يغدو أمراً عادياً، بل يمكننا أن نجزم بأنه يصبح مشرعناً دولياً، وذلك بناء على شريعة الغاب التي تعمل بها الولايات المتحدة الأميركية، وتحاول ليل نهار فرضها قسرياً على أرجاء الكرة الأرضية بأسرها.
المؤكد لنا جميعاً أن ميليشيا “قسد” ما هي أولاً وأخيراً إلا ذراع للأميركي بالمنطقة، تنفذ أجنداته العدوانية، متوهمة بأنها ستنال مآربها الانفصالية، ولكن هذا محال، طالما السوريون صامدون، ومتشبثون بأرضهم، وطالما جيشهم الباسل يأخذ على عاتقه تحرير البلاد من دنس الإرهاب ومشغليه، وتبديد كل مشاريع الانفصال والتقسيم القادم من وراء البحار والمحيطات.
صحيح أن هذه الميليشيا الانفصالية العميلة حرمت آلاف الأطفال في قرى وأرياف محافظة الحسكة من التعليم بعد استيلائها على المدارس وتحويلها إلى مقرات عسكرية، وفرض مناهج انفصالية بقوة السلاح، وصحيح أنها شردت عشرات الأسر من منازلها، فضلاً عن عمليات المداهمة المتكررة للبلدات والقرى في أرياف المحافظة، وصحيح أنها اختطفت الكثير من الشبان ووضعتهم في السجون، وصحيح أنها فرضت على الأهالي الأتاوات تحت تهديد السلاح، وصولاً إلى تهديدها عشرات الأسر القاطنة في حي العمران بمدينة الحسكة ومطالبتهم بإخلاء منازلهم تنفيذاً لمخططات قوات الاحتلال الأميركي، وذلك بعد يوم من استيلائها على عشرات الشقق في أحياء أخرى من المدينة، إلا أن هذا الإرهاب المسكوت عنه أممياً، بل ربما المبارك به دولياً، لن يستمر إلى ما لا نهاية، فالحق لا بد عائد إلى أصحابه وإن طال الزمن، كما أن الاحتلال الأميركي والتركي وأدواتهما الرخيصة التي تباع وتشترى في سوق النخاسة والعمالة، لا بد أن يأتي عليها يوم ترمى به جانباً، كما تم رمي الكثير من الأدوات الإرهابية المأجورة ومنتهية الصلاحية من قبل.
إرهاب “قسد” عرّى المجتمع الدولي، وفضح أميركا، وإن كانت لا تحتاج إلى المزيد من الفضائح، فمن منا لا يعي تماماً من هي أميركا، وماذا فعلت ولا تزال بحق كل الشعوب المقاومة والمتمسكة بثوابتها الوطنية وقراراتها السيادية؟!.
جرائم “قسد” لا تحدث من فراغ، وإنما هي تندرج في سياق مخطط مدروس مسبقاً، يحقق الأطماع الأميركية في الأراضي السورية، والتي تسعى أولاً وأخيراً إلى محاولة إحداث تغيير ديمغرافي وجغرافي يصب في خدمة المحتل الأميركي وانفصالييه الإرهابيين، ولكن في نهاية المطاف ستجري الرياح الميدانية بما لا تشتهي سفن قوات الاحتلال الأميركي ومعه بيادقه الانفصالية العميلة، فمهما فعلوا واقترفوا من جرائم، فهم لن يستطيعوا حجب الحقيقة الساطعة التي تقول بأن وجودهم مؤقت، وبأن سورية للسوريين، ولا خبز للواهمين في أراضينا وثرواتنا مهما بالغوا بعدوانهم.