إجراءات كورونا المشددة تثير غضب الأوروبيين وتهددهم بإغلاق طويل الأمد

 

 الثورة أون لاين – رامز محفوظ:

بعد أن أثبتت القارة العجوز عجزها عن مكافحة فيروس كورونا، وعن ترهل منظومتها الطبية وعدم قدرتها على احتواء انتشار الفيروس الذي يحصد يومياً المزيد من أرواح أبناء القارة العجوز، وتهدد الاقتصاد الأوروبي في حال استمرار الموجة الثانية بهذه الوتيرة القاتلة، يحاول قادة الاتحاد الأوروبي اليوم البحث عن آلية جديدة تنجيهم من مأزقهم الذي بات الخروج منه يحتاج إلى المزيد من الجدية والإجراءات الاحترازية الناجحة للتصدي للجائحة الوبائية.
فمع استمرار انتشار الفيروس في الدول الأوروبية وارتداداته السلبية الواضحة على الاقتصاد الأوروبي أعلن وزير بريطاني اليوم الأحد أن إجراءات إغلاق انكلترا قد تمتد إلى ما بعد الثاني من كانون الأول القادم معززاً بذلك مخاوف الأوساط الاقتصادية، بينما تواصل دول أوروبية أخرى اتخاذ تدابير صارمة لاحتواء تفشي فيروس كورونا المستجد.
وأعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون فرض الحجر من جديد اعتباراً من الخميس وحتى الثاني من كانون الأول، للحد من الانتشار الواسع لفيروس كورونا المستجد في إنكلترا حيث يتم تسجيل حوالي خمسين إصابة جديدة كل يوم.
وبعدما عارض على مدى أسابيع العودة إلى إغلاق تام في إنكلترا، قرر رئيس الوزراء البريطاني إعلان هذا القرار بعد تسريبات في الصحف البريطانية عن اعتزامه إعلان القرار غداً الإثنين.
واعتباراً من يوم الخميس القادم وحتى الثاني من كانون الأول وعلى مدى أربعة أسابيع، ستغلق المقاهي والحانات والمطاعم، وسيقتصر عملها على خدمتي بيع الأطعمة المعدة للاستلام والمغادرة والتوصيل.
وسكان إنكلترا مدعوون للعمل من منازلهم وعدم مغادرتها إلا في حالات محددة على غرار ممارسة الرياضة أو استشارة طبيب أو شراء الاحتياجات الأساسية.
ويعد قرار الإغلاق تحوّلاً في موقف جونسون الذي رفض على مدى أسابيع فرض التدبير على كل الأراضي الإنكليزية، ولو لفترة قصيرة من أسبوعين، وهو ما كان يطالب به حزب العمال المعارض.
ويسود تخوّف من التداعيات الاقتصادية والاجتماعية للإغلاق الثاني، ويتوقّع صندوق النقد انكماش إجمالي الناتج المحلي للملكة المتحدة بـ10,4 بالمئة في العام 2020.
وعلى تويتر اعتبرت المديرة العامة لهيئات قطاع الضيافة في المملكة المتحدة كيت نيكولز أن الإغلاق سيحمل تداعيات “كارثية” على قطاع الفنادق والمطاعم، داعية إلى تقديم دعم مالي لتخطي المصاعب.
وفي النمسا، أعلن المستشار المحافظ سيباستيان كورتز عن إغلاق جديد اعتباراً من الثلاثاء، وتسجل النمسا أكثر من 5 آلاف إصابة يومية مقابل ألف في تشرين الأول، و1109 حالة وفاة منذ بداية تفشي الوباء.
أما في فرنسا فقد تم فرض الإغلاق من جديد حتى الأول من كانون الأول. وسجلت 35641 إصابة جديدة خلال 24 ساعة مقابل 49215 في اليوم السابق، ليرتفع عدد المصابين إلى أكثر من 1,3 مليون.
كما فرضت بلجيكا تدابير أكثر صرامة الجمعة الماضية، وشددت ألمانيا كذلك القيود المفروضة في البلاد للحد من الوباء.
وفي البرتغال، أعلن رئيس الوزراء أنطونيو كوستا مساء أمس السبت فرض إغلاق جزئي اعتباراً من الأربعاء تشمل 70 % من السكان.
وفي إيطاليا، فرضت الحكومة في الأيام الأخيرة تدابير وصفتها وسائل الإعلام بأنها “شبه إغلاق” تضمنت حظر تجول في عدة مناطق كبيرة وإغلاق الحانات والمطاعم في الساعة 18,00 وكذلك إغلاق الصالات الرياضية والسينما وإقامة الحفلات الموسيقية.
وتدرس الحكومة إمكانية فرض الإغلاق على مدن كبرى في البلاد، بدءاً من ميلانو ونابولي، في محاولة للحد من العدوى، وفقاً لوسائل الإعلام الإيطالية.
وأدت معارضة القيود إلى اندلاع صدامات جديدة مساء أمس السبت في روما بين الشرطة ومئات المحتجين، غداة أحداث مماثلة في فلورنسا ومدن رئيسية أخرى.
وبهدف تخفيف التدابير، عمدت سلوفاكيا السبت إلى إطلاق برنامج لإجراء فحوصات تشخيص الإصابة بكوفيد-19 لجميع مواطنيها عبر فحوصات المستضدات في سابقة عالمية.
هذا وارتفع عدد الإصابات الجديدة المسجلة في جميع أنحاء أوروبا، التي أحصت أكثر من 276 ألف حالة وفاة منذ بداية الوباء، بنسبة 41 % في أسبوع واحد، أي ما يعادل نصف عدد الإصابات المعلن عنه في الأيام السبعة الماضية في العالم.
اما في الولايات المتحدة فقد تم تسجيل نحو 77 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد خلال 24 ساعة، غداة تسجيلها حصيلة قياسية بلغت 94 ألف إصابة يومية، وفقاً لإحصاء جامعة جونز هوبكنز.
هذا وقد بينت أحدث الإحصاءات العالمية المعلنة حول جائحة كورونا المستجد “كوفيد-19″، حتى صباح اليوم الأحد، أن عدد الوفيات جراء الإصابة بالفيروس بلغ نحو مليون و201 ألف وفاة، فيما بلغت حصيلة أعداد المصابين المعلن عنها ما يزيد على 46 مليوناً و394 ألف إصابة مؤكدة، تعافى منهم نحو 33 مليوناً و488 ألف مريض.

آخر الأخبار
هل يخرج الكتاب الورقي من غرفة الإنعاش..؟!  دور النشر: الورق رغيفٌ ساخنٌ يخبزه تجّار الأزمات دين ودنيا.. الملّا "للثورة": الحفاظ على الأصالة دون الذوبان في الآخر دين ودنيا.. دور المنبر في تعزيز الوعي لمواجهة الأزمات والفتن البحرين و"التعاون الخليجي": بدء التعافي لسوريا   مجموعة العمل التركية - الأميركية حول سوريا تؤكد الحفاظ على وحدة أراضيها  القطاع الصحي منهار وأزمة الجوع تتفاقم في غزة بين الأمس واليوم: قراءة في مسار العلاقة بين دمشق وبغداد     تكريم حارسين أنقذا المتحف الوطني بدمشق ليلة التحرير  رفع العقوبات الأوروبية من العزلة إلى الانفتاح..محي الدين لـ"الثورة": بيئة جاذبة للمغتربين وأمل للشبا... اقتصادي لـ"الثورة": رفع العقوبات يدعم التعاملات والتحويلات المالية الدولية شابة تطوّر وتسوّق مشروعاً صغيراً أداته سنارة ضخ ثلاثي لمستودعات المشتقّات النفطية في "طرطوس واللاذقية وحمص" استجابة لشكاوى المواطنين.. تعزيل نهر الغمقة في طرطوس إحداث مركز صحي في دوير الشيخ سعد "صحة درعا".. رصد "الكوليرا" وأمراض الصيف بانتظار الفرج غزو صامت لأسماك وقاعيات بحرية دخيلة تُهدد التوازن البيئي حملات رش للمبيدات في اللاذقية أطباء متطوعون في مستشفى إزرع الوطني تفعيل مستودعات العنازة الأرضية مع بانياس الهوائية