الثورة أون لاين – سامر البوظة:
بالتزامن مع ذكرى وعد بلفور المشؤوم التي تصادف يوم غد الاثنين ذكراه الثالثة بعد المئة، تتصاعد جرائم الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، وتزداد وتيرة الاستيطان في سياق ” صفقة القرن” الرامية لتصفية الوجود الفلسطيني، فيما تتفاقم معاناة الأسرى في سجون الاحتلال التي تشكل ساحات للقمع والاعتداءات، وأماكن للإهانة والإذلال والتعذيب الممنهج والقتل البطيء بحق الأسرى.
كما ويعاني الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال من أوضاع معيشية صعبة، ويتعرضون لحملة استهداف متواصلة من قبل إدارة مصلحة سجون الاحتلال ومخابراته، تشمل حرمانهم من أبسط شروط الحياة، وتعتبر سياسة الإهمال الطبي التي يمارسها الاحتلال من أكثر جرائم الاحتلال خطورة وتهديداً لحياة الأسرى، فضلاً عن سياسة الاعتقال الإداري، والعزل الانفرادي، والمداهمات الليلية للأقسام من قبل وحدات القمع الإرهابية، والمنع من الزيارة، فضلاً عن تصاعد سياسة التعذيب للأسرى داخل زنازين التحقيق.
وفي ظل إجراءات القمع الوحشية تلك، يواصل الأسير الفلسطيني ماهر الأخرس إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الـ 98 على التوالي احتجاجاً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق الأسرى الفلسطينيين في معتقلاته وسط تدهور كبير في حالته الصحية.
وكالة وفا نقلت عن المستشار الإعلامي لهيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه قوله: إن الأسير الأخرس يعاني من إعياء شديد وارتفاع ضغط عضلة القلب وتتزايد المخاوف من تضرر الوظائف الحيوية للكلى والكبد والرئتين محذراً من احتمال تعرضه لانتكاسة مفاجئة تهدد حياته.
بالتوازي قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن هناك خطورة على حياة الأسيرات الموقوفات، نتيجة ظروف الاحتجاز السيئة واللا إنسانية داخل ما يسمى قسم “المعبار” داخل السجن الذي تطلق عليه سلطات الاحتلال اسم “الشارون”، حيث يتم زجهن لمدة 14 يوماً، قبل أن يتم نقلهن إلى سجن “الدامون”.
وأوضحت الهيئة في بيان لها اليوم الأحد، أن الأسيرات الموقوفات يعانين من أوضاع معيشية ونفسية صعبة ومعقدة، حيث يتم زجهن داخل قسم محاذ لقسم السجناء الجنائيين بعد اعتقالهن مباشرة، وهناك يتعرضن لتحرش لفظي ولا يسلمن من الصراخ والشتم بألفاظ نابية.
وأضافت أن إدارة السجن تسمح للسجانين بالدخول إلى قسم الأسيرات الموقوفات، بشكل ينتهك خصوصيتهن.
وفي إطار جرائم الاستيطان المتواصلة تنوي حكومة الاحتلال تشكيل هيئة خاصة، لرصد ما تسميه البناء “غير المرخص” في الضفة المحتلة، الأمر الذي اعتبره الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني، بأنه يندرج في إطار خطة الضم المدعومة من إدارة ترامب.
مجدلاني أشار في هذا السياق إلى أن المناطق المصنفة (ج)، لم تعد قائمة إلا في أجندة الاحتلال، فهي انتهت بفعل الانتهاكات الإسرائيلية لكافة الاتفاقيات، وقال إن الرد الفعلي على القرارات العنصرية والفاشية لحكومة الاحتلال، يكون من خلال تصعيد المقاومة الشعبية في كافة الأراضي الفلسطينية، وتشكيل لجان شعبية في مختلف المواقع لحماية أمن وممتلكات أبناء الفلسطينيين، وأكد أن الردع الوحيد لوقف جرائم الاستيطان يمر عبر محاكمة قادة الاحتلال في محكمة الجنايات الدولية كمجرمي حرب.
وفي ظل مواصلة الاحتلال أعمال البطش والترهيب بحق الفلسطينيين، أصيب عدد من الفلسطينيين اليوم الأحد، بحالات اختناق خلال اقتحام قوات الاحتلال لبلدة دورا جنوب الخليل، كما تم اعتقال أسير محرر.
وذكرت وكالة وفا بأن قوة كبيرة من جيش الاحتلال، اقتحمت منطقة حنينة وقرية الطبقة جنوب دورا، وشنت حملة دهم واسعة، طالت عدداً من منازل المواطنين وأراضيهم الزراعية.
واندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال التي أطلقت القنابل الصوتية، والغاز المسيل للدموع تجاه منازل المواطنين، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بالاختناق، بينهم نساء وأطفال.
كما اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة فلسطينيين بعد مداهمة منازلهم في مدينة رام الله، يأتي ذلك في وقت قاد فيه الإرهابي المتطرف “يهودا غليك” اليوم الأحد، اقتحاماً جديداً للمسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من قوات الاحتلال الخاصة.
وأفادت دائرة الأوقاف الفلسطينية، بأن 47 مستوطناً، تقدمهم المتطرف غليك، اقتحموا ساحات المسجد الأقصى صباح اليوم، ونفذوا جولات استفزازية داخله.