انطلاقاً من كونها رمزاً لكياننا القومي وعنواناً لشخصيتنا العربية ومستودعاً لتراث أمتنا، أولت سورية اللغة العربية الفصحى اهتماماً كبيراً، ومن هنا جاء تشكيل اللجنة المركزية الخاصة بتمكين اللغة العربية عام 2011، التي أوكل إليها العديد من المهام التي تصب في هدف واحد وهو النهوض باللغة العربية.
بدورها سعت وزارة التربية في السنوات الماضية من خلال إصدار عدة قرارات وتعاميم لاستكمال الجهود الرامية للنهوض باللغة العربية وتمكينها وخاصة بعد التراجعات التي اعترت هذه المساعي في كثير من المواضع المشهود لها بالأسبقية والتميز في هذا المجال (وسائل الإعلام) التي باتت تعتمد أحياناً اللغة العامية، ومن تلك القرارات تخصيص يوم للحديث باللغة العربية الفصيحة في المدارس وتنشيط برامج استعارة الكتب في المكتبات المدرسية، والاهتمام بمجلة الحائط وتفعيل الإذاعة المدرسية التي تم على ما يبدو تفعيلها في بداية العام ثم تلاشت مع مرور الأيام.
اليوم تعمل الوزارة على وضع خارطة جديدة لعمل اللجنة المركزية لتمكين اللغة العربية في الوزارة بما يتناسب مع مهمتها تضمنت مجموعة نقاط من أبرزها تشجيع المبادرات والأفكار المبدعة والمتميزة في مختلف المراحل الدراسية، في مجال اللغة العربية، وأن تكون من نتاج الطلاب والأطر التدريسية، والخروج عن النشاطات المألوفة، فضلاً عن تعزيز وجود الوزارة في العالم الافتراضي والاستفادة ما أمكن من وسائل التواصل الاجتماعي في إطلاق مبادرة انطلاقة لغوية تهدف إلى تعزيز مهارة إلقاء النصوص بسلاسة من قبل الطلاب والمدرسين، على أن تقوم لجان اختصاصية بالتقويم، وإجراء مسابقات للشعر، في سبيل بناء شخصية جديدة متمكنة من اللغة العربية…الخ.
المرجو أن تتم متابعة تنفيذ هذه القرارت التي بلا شك سيكون لها عظيم الأثر في تقوية اللغة الفصيحة لدى الأجيال الناشئة مستقبلاً، وأن تتخذ الجهات المعنية الأخرى خطوات عملية مشابهة لتعزيز اللغة العربية وتمكينها سواء في الإعلام أوفي تغيير أسماء المحال إلى اللغة العربية.. مع التذكير بأن تعلم اللغات الأجنبية للوفاء بمتطلبات العلم والتواصل مع الآخرين ليس بديلاً عن اللغة العربية، وأنه عندما تضعف اللغة العربية يضعف معها أي ارتباط آخر.
حديث الناس-هنادة سمير