ما إن بدأت معالم الانتخابات الرئاسية الأميركية تأخذ حيز الوضوح لمصلحة بايدين وخروج ترامب من البيت الأبيض فيما بعد، حتى تحولت موجة الإعلام إلى منحى آخر… تعزف على مقولة الطيش والحماقة وتحذر مما يمكن أن يفعله ترامب خلال الفترة الباقية له في البيت الأبيض إلى حين تسلم بايدين مفاتيح القرار في البيت الأسود.
ثمة من يرى أن ترامب سيكون محراك الشر حتى داخل الولايات المتحدة، وربما يكون القشة التي تقصم ظهر ما تبقى من عُرا تشد الولايات المتحدة كجسد إمبراطورية تمارس دور الشرطي في العالم..
ومع أن ثمة صدعاً من هذا ربما يحدث وهو لا يتجاوز مسير نملة فوق مدرعة، ليس لأن الولايات المتحدة متماسكة بفعل عقد اجتماعي يحترم الإنسان..لا .. فهذا آخر همها، ولا يعني الإدارة الأميركية شيء من هذا القبيل.. إنما لأن الدولة العميقة والمصالح والتحالفات الصناعية الكبرى هي التي تدير اللعبة، ولن تسمح بخروج الأمر الى لحظة الفلتان وإن كنا نتوق له..
أما الأمر الآخر فهو ضجيجهم الإعلامي أن ترامب قد وضع في مأزق وربما ينفس طيشه وجنونه نحو مناطق أخرى من العالم فيفتعل عدواناً ما.
مثل من يذهبون إلى هذا الطرح لا ندري إن كانت الحقائق تغيب عنهم.. فمتى كانت الإدارات الأميركية ليست طائشة ومتهورة، وهل تحلى ترامب ليوم واحد بقيم العقل أو اقترب منها؟
ترامب المثال الصارخ لأميركا المتوحشة التي مزق ما تبقى من قفازاتها وتعرى كل شيء…
هل كان عاقلاً عندما سرق أموال النفط وأعلن بصفاقة أنه يريد المزيد.. وأين العقل فيما يفرضه من عقوبات ظالمة جائرة على الشعوب التي تدافع عن كرامتها؟ وهل هو أكثر من لص عندما أعلن أنه يريد السيطرة على النفط السوري؟ وهل من نيرون أكثر منه ومن إدارته حين دمر البنية التحتية في الرقة ودير الزور وحين أشعل النار في حقول القمح السوري وحاصرنا بلقمة العيش وسبل الحياة؟
إنهم الإرهابيون دائماً وأبداً وقد مارسوا كل ما يمكن أن ينجم من شرورهم.. ولم يبق إلا أن يعلنوا أنهم قد يبيدون العالم بالسلاح النووي وقد جربوه ذات يوم.
طيش الإدارات الأميركية مهلكة مستمرة لا تنتهي بخروج رئيس وإدارة.. لن ينجو العالم من نهاية حتمية لها إذا لم يكن صفاً واحداً بوجه هذا الجنون.
من نبض الحدث- ديب علي حسن