قد يكون المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين، الذي انطلقت أعماله في دمشق اليوم بمشاركة دولية، الحلقة الأهم في سلسلة طويلة من الإجراءات والخطوات التي قامت بها الدولة السورية لتسهيل عودة اللاجئين إلى قراهم ومدنهم ووضع حد لمعاناتهم، ولكنه ليس الحلقة الوحيدة لتأمين هذه العودة كما يروج أو يتوهم أقطاب العدوان على سورية بل سبقها الكثير من العمل على مختلف الأصعدة، وما عودة الكثير من المهجرين من لبنان ومخيمات اللجوء كالركبان وغيره، على يد الجيش العربي السوري ومؤسسات الدولة إلا الشاهد الحي على ذلك.
خطوات كثيرة وحلقات كبيرة قامت بها الدولة السورية في السنوات الماضية لإعادة مواطنيها إلى أراضيهم وقراهم ومدنهم، وبذلت من أجل تحقيق هذا الهدف الوطني والإنساني الكثير، فهيأت كل الظروف المناسبة لعودتهم ومساهمتهم بإعادة إعمار بلدهم، وقطع الطريق على الغرب الذي تاجر بهم وبمأساتهم، وتباكى كثيراً عليهم، وذرف دموع التماسيح من أجلهم، مع أن منظومته الإرهابية هي التي هجرتهم واستثمرت بقضيتهم.
فالمؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين الذي انطلقت فعالياته اليوم ليس إلا لبنة من لبنات العودة لكل مهجر إلى منزله وتوفير العيش الكريم له، وقد سبقه لبنات سورية كثيرة جاءت في إطار استمرار السياسة السورية الهادفة إلى إعادة المهجرين واللاجئين وتسليط الضوء على قضيتهم الإنسانية والوطنية ووضع حد لمعاناتهم خارج وطنهم.
اليوم ومن خلال المؤتمر، الذي عرى نفاق الغرب وأكاذيبه (الإنسانية) المزيفة تعيد الدولة السورية تأكيد المؤكد، وتوجه دعوتها مجدداً لجميع المهجرين دون استثناء للعودة إلى بلدهم والمساهمة في إعادة إعمار ما دمره الإرهاب، وهي بذلك تؤكد على كل ثوابتها تماماً كما هي مبادئها في كل القضايا الأخرى كحقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب والأسلحة الكيميائية وغيرها من الملفات التي حاولت منظومة العدوان بقيادة أميركا حرفها عن مساراتها وتضليل العالم بشأنها، واتخاذها ذريعة لحصار الدولة السورية ومعاقبتها والعدوان عليها.
إنها سورية.. الأم الحاضنة لكل أبنائها التي طالما دعت أطراف العدوان إلى احترام مبادئ القانون الدولي وأحكام ميثاق الأمم المتحدة في هذه القضية وفي غيرها، سورية التي وفرت كل الظروف الآمنة لعودة اللاجئين، وحققت قدر استطاعتها التنمية المستدامة اللازمة للحد من هجرتهم والبقاء في وطنهم، لكن منظومة الإرهاب هي التي انتهكت هذه المبادئ، وفرضت الحصار والعقوبات ومنها إرهاب (قيصر) على السوريين ما أدى إلى إرغام أعداد منهم على اللجوء بسبب عدوانها وإرهابها وحربها الظالمة ضدهم.
من نبض الحدث – بقلم مدير التحرير أحمد حمادة