لم يشفع له صغر سنه، وبرودة الطقس والجو الماطر، من إرساله لإحضار الخبز في ساعات الصباح الباكر قبل ذهابه إلى مدرسته وربما اضطر للتغيب غير المبرر، ولاعذر مقبولاً للآباء في توكيل أطفالهم للقيام بهذه المهمة بحجة خفة حركتهم وحيويتهم بينما يغيب عن أذهانهم مايمكن أن يتعرضوا له من الكبار من تجاوز لدورهم وتجاهل لوجودهم، وأذيات لفظية وجسدية نراها بأم العين.
تفويض المسؤولية إلى أطفالنا لأداء بعض الواجبات المنزلية مثل ترتيب الغرف أو غسل ملابسهم أوالمساعدة في تحضير الطعام ومرافقة الآباء للتسوق وغيرها من الأعمال التي تراعي أعمارهم،أمر مهم وضروري تربوياً لتزويدهم بمهارات وخبرات حياتية وليشعروا بالانتماء والاعتماد على النفس ويتعلموا المساعدة والمشاركة، وليس تحميلهم ما لا طاقة لهم به من مشاعر وتجارب سلبية لها آثار مريعة في المراحل اللاحقة من حياتهم.
أطفالنا.. بوصلة الأمان لسورية المستقبل، كلما قلبنا أوراق المعرفة عنهم، زاد اهتمامنا وخبرتنا بهم وإدراكنا لمشاكلهم، وبذلك نجنبهم الكثير من الآلام النفسية والجسدية والأمراض الاجتماعية.
عين المجتمع – رويدة سليمان