أريق حبر غزير حول اتحاد الكتاب العرب في سورية, لاسيما أن هذه الدورة التي تكاد تنتهي كانت في ظروف أقل ما يقال عنها: إنها صعبة للغاية, وهي دورة كاشفة للمعادن والمواقف, لن نعيد ما قيل, وأدى إلى ما أدى فهذا زمن ولى ومضى, ولكننا نحن اليوم على مقربة من دورة انتخابية جديدة, تعي في المحصلة انتخاب قيادة للاتحاد, سوف تستمر لدورة كاملة – هكذا يفترض- وقبيل هذه الدورة التي ربما يجب أن تكون قبيل نهاية هذا العام, نعمل على استطلاع الكثير من الآراء التي يجب أن تكون على الأقل جهراً وليس همساً, أن تعلن ما لديها, وذلك في سبيل الوصول إلى تكوين رؤى تكون علامة في العمل القادم, وعلى الأقل تخلصنا من الكثير مما يتم تداوله, وهو ليس بأحسن الأحوال أكثر من قيل وقال, إلى أن نصل في محصلة ما نعرضه من آراء للسادة الأعضاء إلى حوار ولقاء مع السيد رئيس الاتحاد وأعضاء المكتب التنفيذي, للوقوف على ما تم عرضه.
هذه الغاية التي نعمل عليها للوصول إلى لحظة انعقاد المؤتمر الانتخابي, لا نتبنى رأي أحد الآن, ولا ندعي أننا قادرون على اجتراح المعجزات, إنما هو حراك ثقافي يجب أن يكون, والغاية قوننته ضمن إطار عمل ما, لايقصي أحدا, ولايقرب أيضا أحدا ما, المسافة واحدة بين الجميع, يملؤها الرأي الذي يقدمه من نسأله رأيه.
البداية كانت مع الدكتور محمد الحوراني رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب, والمناسبة كنا أشرنا إليها, ففرع دمشق, هو الأكثر حضوراً وفاعليةً في المشهد الثقافي السوري, بغض النظر عن علة بعض النشاطات وسموها وما تقدمه, وبعضها الآخر على ما يبدو ليس إلا سداً للفراغ ومجاملة بعض من يقيمه لزملائهم ربما يحتاجون عملا دؤوبا حتى يصلوا إلى عتبات أن تعقد لهم ندوات.
اللافت أن الكثيرين من الأعضاء يعتذرون عن الاجابة, بحجة أن الأمر قد يفهم أنه (شخصي) نحترم قرار من لايريد أن يبدي رأيا, ونقدر ذلك, لكن من قال: إن الامر شخصي, ولماذا يكون شخصيا, مادام الحوار سوف يتوج بلقاء من يجيب على كل ما تم طرحه, وكيف يعتقد البعض أن ما يتم طرحه سيكون آراء سلبية ؟ .
كما اسلفنا المسافة واحدة هي الانجاز, وحين يقدم أي عضو ما رأيا ما, فإنما يقدمه لعمل مؤسسة ما, وليس لشخص يقود هذا العمل, النقد البناء يعني الابتعاد عن الشخصنة, ولكن للاسف مازال حتى كتابنا يظنون أن المؤسسة هي الشخص الذي يديرها, ويريدون أن يحملوه تبعات كل ما كان فيها.
الامر يدعو للقلق جدا, إذا كانت هذه النخب -يفترض- تفكر بروح الشخصنة التي يجب الخروج منها, وأعضاء الاتحاد هم من يجب أن يكونوا رسل الخروج من ظلام الشللية والشخصنة يخشون اقتحام العمل, فماذا نقول نحن أمام استحقاقات كبيرة في دورة الاتحاد القادمة؟, لا تكتفي بإطار نظري, وإنما يجب أن تكون قادرة على فعل انقلابي في المفاهيم والرؤى والوصول إلى الجميع من أجل ثقافة أقل ما يقال فيها إنها تحت سقف الوطن, ومن أجله, وللاتحاد كل التقدير والاحترام, نثق أنهم يعملون من أجل الوطن وللوطن.
معا على الطريق – ديب علي حسن