غسان حنا عطّر الشعر ومضى

الثورة أون لاين – رشا سلوم:

1948-2020

واحد من الشعراء الذين أثروا الحداثة الشعرية العربية، متأصل في جذور الإبداع ماداً جناحين نحو آفاق الحداثة ترك بصمة مهمة في المشهد الشعري والإبداعي، وطوى صفحة الحضور الجسدي ليمضي إلى الحضور الخالد إبداعاً ورقياً، شاعر عربي سوري.
في محطات حياته

ولد في قرية البساتين / بانياس 8/12/1948
يحمل إجازة في اللغة العربية
تناولت تجربته الإبداعية رسائل عليا وكتب نقدية
فقد أعدت عنه دراسات ورسائل جامعية عديدة في الصحف العربية ـ وأحاديث إذاعية وصحفية ـ دراسات نقدية في كتب منشورة
ـ ما ترجم من أعماله إلى اللغات الأجنبية:
قصائد من أبجدية التجلي إلى الفرنسية والتركية
ـ رسائل جامعية عن أعماله:
أكثر من رسالة في جامعة البعث وتشرين
وعن تجربته الإبداعية يقول الناقد محمد خالد الخضر متحدثاً عن مجموعته الندية (أناشيد لسمو الزنبقة):
أناشيد لسمو الزنبقة نصوص شعرية للشاعر غسان حنا شملت جوانب عديدة من تحولات حياة الإنسان إضافة إلى رؤى الشاعر في الكون والفضاء والبحر وما تعني هذه الكائنات لإنسان يمتلك الإحساس ويحلم بمجتمع يصل إلى مستوى الرقي والسمو.
يحرص الشاعر على تكثيف العبارة وسلامة تركيبها حيث كان بارعاً بانتقاء الألفاظ وربطها بالأدوات والتعامل مع معانيها مؤدياً ذلك بأسلوب شعري غني بالموسيقا وبكثير من الدلالات والإيحاءات حيث قال في نص طقوس الطبيعة ..

وترجو الطبيعة عاشقها البحر

حتى يزودها بالغيوم

فتشرب .. تسقي الورى

وتسيل بأنهارها والسواقي .. وفي ماءه تستحم.

ويعمد الشاعر حنا إلى أسلوب السرد القصصي عبر اللغة الشعرية والعاطفة الإنسانية فيتكون نصه من بداية وحبكة وخاتمة ويبدأ الحدث منذ مدخل النص الذي يأتي عنده متصاعداً متفاعلاً مع الموضوع الذي أراده أن يكون دلالة على حالة اجتماعية يجب أن تكون راقية قال في نص الوصول..

وأذكر أني وصلت المحطة .. منتصف العمر والليل

في رهق السنوات .. وكان القطار الأخير.

وتتشابه النغمة الموسيقية في نبرة الشاعر لأن المواضيع التي جاءت جميعها كانت عبر تداعي الذكريات التي اجتمعت في الخيال كأحداث مضت وشكلت حزناً رقيقاً جعلته الموسيقا العذبة هادئاً قريباً في وداعته من الفرح إضافة إلى تقنية الشاعر باستخدام الحروف الساكنة المؤدية إلى وقف في نهاية العبارة كما جاء في قصيدة بصمات.. وكان الصوت .. صوت الجار يزعجنا فلما غاب .. صار الصمت .. وكنت أراك يا جدي مسناً قبل أن أولد أرى ازميلك القاسي على حجر .. بلا آهاته يرتد.

وفي نصوص الشاعر حنا تأتي المواضيع متوازنة ومترابطة بمعانيها وتعابيرها منذ الجملة الأولى إلى نهاية الحدث وفق تسلسل منطقي ويميل أحياناً بمعانيه إلى فلسفة يذهب بها إلى ابتكار أفكار جديدة تخص الانسان دون أن يستقرض أبداً بمعانيه ليجعل المتلقي في متابعة كاملة للنص دون أي انفصال عنه حتى يصل إلى ما يريد جاء في نص هذه الليلة.

يا للشتاء في هذه الليلة.. حتى هذه اللحظة.. الريح لم تستطع اقتلاع بيتي لكنه يرتجف هلعاً.. كراقصة حافية على جليد معتوه.
ويشكل الشاعر حنا صوره بإبداع جديد دون أن تتشابه الصور فتصل إلى درجة الجمال ومرحلة الشعر السامي فتحاكي مشاعر الإنسان وتكون حالة اجتماعية بريئة أهم أسسها الأطفال والقمر وما يمكن أن ينتج عن هذه المخلوقات الجميلة حيث تتراجع النغمة الموسيقية ويأخذ مكانها خيال الشاعر المطرز بكثير من المكنونات البهية كما جاء في نص الأطفال وأنت.

حيث ادللك .. يتراقد في أعصابي مئات الأطفال كأنهم في مسابقة للجري خلف القمر.

ويرى حنا أن الانسان عندما يسقط في الخطيئة ثمة أشياء كانت وراء سقوطه ولا يمكن للإنسانية التي في داخله أن تتراجع فعلينا أن نترك هذا الإنسان يعود إلى رشده من جديد ويوقد جذوة الإنسانية حتى يأمن المجتمع ويتبادل الأمان والفرح والمحبة لأن التشرد الناتج عن الخطيئة قد يحدق بكل إنسان ويعبث به فلا بد من عودة النظر وإعطاء الإنسان فرصة الرجوع كما جاء في قصيدة ضياء الخاطئة..

 

من مؤلفات غسان حنا
اثنتا عشرة مسرحية في مسرح الأطفال ـ قدمت في المهرجانات القطرية
ـ مملكة الغبار ـ منشورات اتحاد الكتاب العرب ـ دمشق ـ 1999 ـ مسرحية
ـ حتى يدحرج الحجر ـ مسرحية
ـ نحيب الظلال ـ مسرحية
ـ المتنبي ومرآة الماء ـ مسرحية
1ـ أوراق اعتماد ـ دار الفردوس ـ دمشق ـ 1980 ـ مجموعة شعرية
2ـ الدخول في الزمن ـ دار الثقافة ـ دمشق ـ 1986 ـ مجموعة شعرية
3ـ توشيح على مقام الليل ـ دار البيتموني ـ دمشق ـ 1993 ـ مجموعة شعرية
4ـ روحان لجسد واحد ـ دار البيتموني ـ دمشق ـ 1998 ـ مجموعة شعرية
5ـ أبجدية التجلي ـ دار الينابيع ـ دمشق ـ 2003 ـ مجموعة شعرية
6ـ لأني سأنسى ـ مطبعة اليازجي ـ دمشق ـ 2008 ـ مجموعة شعرية
7ـ ما قدرت سميك ـ دار الينابيع ـ دمشق ـ 2005 ـ شعر باللهجة المحكية
8ـ حافلة التراب ـ منشورات اتحاد الكتاب العرب ـ دمشق ـ 1995 ـ مجموعة قصصية.

آخر الأخبار
سوريا في قمة عدم الانحياز بأوغندا.. تعزيز التعددية ورفض التدخلات الخارجية   ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في  طرطوس..  والريف محروم    "حظر الأسلحة الكيميائية"  تعتمد قراراً لتسريع إغلاق الملف الكيميائي السوري  عبدي يتحدث عن لقائه الشرع والتوصل لاتفاق لدمج "قسد" في الجيش السوري  نهائي بطولة الملوك الستة.. سينر وألكاراز يجددان صدامهما في الرياض تأهيل مدارس وشوارع "الغارية الغربية" في درعا على نفقة متبرع  قراءة في العلاقات السورية – الروسية بعد  سقوط النظام المخلوع  هل أنهى ترامب الحرب بغزة حقاً؟  بعد سنوات من الظلام.. أحياء حلب الشرقية تتفاءل بقرب التغذية الكهربائية  حادثة "التسريب".. خرق للأعراف أم محاولة للتشويش على التقارب السوري- اللبناني؟ ارتقاء أربعة من حراس المنشآت النفطية في استهداف إرهابي بدير الزور ترامب يوافق على عمليات استخبارية ضد كراكاس وفنزويلا تستهجن حرب أوكرانيا..هل سببت بتراجع نفوذ روسيا في الشرق الأوسط؟  قطر الخيرية تطلق مشروعاً لترميم وبناء مساجد بريف دمشق الشرع يحدد العلاقات السورية - الروسية وفقاً للسيادة الوطنية "الأونروا": "إسرائيل" لم تسمح حتى الآن بإدخال المساعدات إلى غزة الأمم المتحدة: من المهم لسوريا ترسيخ علاقاتها مع جميع الدول زيارة الشرع الى موسكو.. تكريس جديد للعلاقة السورية - الروسية هل تكون جثث الرهائن الإسرائيليين حجة للاحتلال لمواصلة الحرب؟ "رواد الباشان" بين الدافع الأيديولوجي والتواطؤ الحكومي... مشروع استيطاني يتمدد في الجولان