عودة اللاجئين … المعنى والتوقيت

يتساءل الكثيرون عن أهمية ومعنى ودور وتوقيت انعقاد مؤتمر دولي لبحث عودة اللاجئين السوريين في ظل ظروف داخلية وإقليمية ودولية شديدة الصعوبة والتعقيد ووجود معارضة ورفض من الجانب الأميركي وممارسة ضغوط كبيرة على العديد من الدول العربية والأجنبية والمنظمات الدولية لعدم المشاركة في أعمال وفاعليات المؤتمر.

وفي حين يبقى التساؤل الأبرز يتركز حول قدرة الدولة الوطنية السورية على تأمين البنية التحتية لعودة هؤلاء اللاجئين وسط الوضع الاقتصادي والمعاشي المتردي نتيجة الحصار الاقتصادي الداعم للأعمال العدوانية الإرهابية.

مع الاعتراف الكامل بصعوبة الوضع المعيشي والاقتصادي الداخلي ، ومع الاعتراف بحجم الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة الأميركية على الحكومات والمنظمات إلا أن ذلك لا يمكن أن يؤثر في تمسك الحكومة على القيام بدورها الكامل في البحث المستمر عن تقديم الخدمات الأساسية لمواطنيها مهما كانت الظروف صعبة والتحديات كبيرة.

وبالفعل فإن التحديات التي تواجه الحكومة من الصعوبة بمكان تجعل المعتدين يفكرون خطأ أن ذلك يعني تراجعاً وانسحاباً من هذا الدور الأساسي متجاهلين أو متناسين التجربة المريرة والصعبة التي خاضها السوريون على امتداد السنوات العشر الماضية وكيف كانوا يزدادون إصراراً على المواجهة والتصدي وأكثر تمسكاً على البقاء في وطنهم مهما صعبت ظروف الحياة ومهما ازدادت الضغوط والحصار ومهما ارتفعت وتيرة العمليات الإرهابية بأشكالها المختلفة.

وهنا قد يقول بعض أصحاب الإرادات المهزومة :إن اللاجئين الذين يعيشون حالة الرفاه والضمان في أوروبا الغربية والدول الاسكندنافية لن يجدوا أي محفزات للعودة، فإن اللاجئين المحاصرين والمسجونين في المخيمات التي يسيطر عليها الإرهابيون أو قوات الغزو الأميركي أو التركي وخاصة في مخيمات الهول والركبان وأطمة وغيرها يعانون ظروفاً قاهرة وسالبة للحرية ويمنعون من العودة لديارهم، وهم يعيشون ظروفاً لاإنسانية لا يمكن القبول بها أبداً.

وهكذا فإن الإصرار على عقد هذا المؤتمر في ظل هذا الواقع يضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليات ادعاها وادعى الإيمان بها كمبادىء غير قابلة للتنازل أو المساومة ،بينما في الواقع هو من يخترقها ويعتدي على حقوق المجتمعات .

ويبقى المؤتمر الدولي لعودة اللاجئين وفق هذه الرؤية محطة من محطات المواجهة في الحرب على الإرهاب والأنظمة التي ما زالت تدعمه.

معاً على الطريق – مصطفى المقداد

آخر الأخبار
تقرير مدلس.. سوريا تنفي اعتزامها تسليم مقاتلين "إيغور" إلى الصين محافظ السويداء يؤكد أنه لا صحة للشائعات المثيرة لقلق الأهالي  بدورته التاسعة عشرة.. سوريا تشارك في معرض دبي للطيران أحداث الساحل والسويداء أمام القضاء.. المحاكمات العلنية ترسم ملامح العدالة السورية الجديدة وزمن القمع... الاقتصاد في مواجهة "اختبار حقيقي" سوريا وقطر.. شراكة جديدة في مكافحة الفساد وبناء مؤسسات الدولة الرقابة كمدخل للتنمية.. كيف تستفيد دم... إعادة دراسة تعرفة النقل.. فرصة لتخفيف الأعباء أم مجرد وعود؟ منشآت صناعية "تحت الضغط" بعد ارتفاع التكاليف وفد روسي ضخم في دمشق.. قراءة في التحول الاستراتيجي للعلاقات السورية–الروسية وزير الخارجية الشيباني: سوريا لن تكون مصدر تهديد للصين زيارة الشرع إلى المركزي.. تطوير القطاع المصرفي ركيزة للنمو المؤتمر الدولي للعلاج الفيزيائي "نُحرّك الحياة من جديد" بحمص مناقشة أول رسالة ماجستير بكلية الطب البشري بعد التحرير خطة إصلاحية في "تربية درعا" بمشاركة سوريا.. ورشة إقليمية لتعزيز تقدير المخاطر الزلزالية في الجزائر    السعودية تسلّم سوريا أوّل شحنة من المنحة النفطية تحول دبلوماسي كبير.. كيف غيّرت سوريا موقعها بعد عام من التحرير؟ سوريا تشارك في القاهرة بمناقشات عربية لتطوير آليات مكافحة الجرائم الإلكترونية جمعية أمراض الهضم: نقص التجهيزات يعوق تحسين الخدمة الطبية هيئة التخطيط وصندوق السكان.. نحو منظومة بيانات متكاملة