بشكل متزايد وبصورة لا لبس فيها تؤكد الأحداث والوقائع التي تزخر بها كرتنا (سواء تعلق الأمر بمسابقاتنا الكروية المحلية أم بالمنتخب الوطني) أن أبرز ما تفتقده الأغلبية العظمى من كوادر اللعبة هو مسألة الانضباط داخل الملعب وخارجه بغض النظر عما إذا كانت تلك الكوادر تنشط في أنديتنا المحلية أو كانت محترفة ضمن أندية الصفوة قارياً وعربياً.
طبعاً خلال الأسابيع القليلة الماضية وجّه عدد من أبناء الشارع الرياضي انتقادات لاذعة بحق اتحاد كرة القدم أولاً ولجنة الانضباط بالاتحاد ثانياً بحجة أن اتحاد اللعبة الشعبية الأولى لا يعاقب من يتسبب بحالات الخروج عن النص من قبل اللاعبين والجمهور والإداريين في ملاعبنا وهم الحكام حسب وجهة نظر من يلوم الاتحاد، لكن بالمقابل تجاهل هؤلاء أن معظم ملاعب العالم تعيش ما تعيشه من أخطاء تحكيمية كارثية دون أن تعلن الاتحادات الوطنية عن عقوبات على الحكام ودون أن تخرج الكوادر والجماهير عن المألوف لتتصرف بطريقة غير مسؤولة.
كل ما سبق ينطبق على ما يحدث في مسابقاتنا المحلية،أما منتخبنا الوطني لكرة القدم فقد شهد استبعاد النجم عمر خريبين عن صفوفه لأسباب مجهولة بشكل دقيق حتى اللحظة لكن يقال إنها انضباطية بالدرجة الأولى وبالتالي فقد بدأ البعض بتوجيه اللوم والانتقاد لإدارة المنتخب بعد استبعاد نجم بقيمة خريبين مطالبين إياها بإيجاد حل ودي رغم عدم التزام اللاعب مع المنتخب في أكثر من مناسبة سابقة.
بصراحة فإن فقدان جزئية الانضباط والخلل الإداري الذي كان يتسم به عمل مجالس إدارة اتحاد كرة القدم أو حتى إدارة المنتخب خلال فترات سابقة كان لها دور كبير في تسجيل الفشل تلو الآخر لكرة القدم السورية ولاسيما عندما يتعلق الأمر بالمنتخب الأول، وبالتالي فمن الواجب الشد على يد اتحاد كرة القدم ولجنة الانضباط فيه وكذلك إدارة المنتخب فيما يتعلق بتوجههم للتعامل بصرامة وحزم شديدين مع المخالفات الانضباطية سواء تعلق الأمر بالأندية أو بالمنتخب باعتبار أن نجاح الأندية يخدم المنتخب والنجاح يبدأ من الالتزام والانضباط الذي تؤكد الوقائع أنه حلقة مفقودة في كرتنا على أمل إيجاد هذه الحلقة خلال الفترة القادمة.
ما بين السطور- يامن الجاجة