الثورة اون لاين-ناصر منذر:
“الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لا يزال يزعم أنه يتألم جراء المعاناة الإنسانية في سورية..!!”- بسبب الحرب الإرهابية المزعومة طبعاً وهو لا يستطيع التوقف عن التفكير في تلك المعاناة..!!” حسب ادعاءاته لقناة تلفزة ألمانية، لا نعرف، هل يوجد على وجه البسيطة من هو أكثر نفاقاً وكذباً ودجلاً من الرؤساء الأميركيين؟، وهل هناك قتلة يفوق إجرامهم ما يرتكبه أولئك الرؤساء بحق الإنسانية؟، الحرب الإرهابية التي تشنها الولايات المتحدة عبر وكلائها ومرتزقتها، وما شهدته من مجازر وحشية ارتكبها عملاء أميركا الإرهابيين، تعطي جواباً واضحاً وصريحاً على مدى الإجرام والرياء الأميركي.
أوباما الذي يتحدث عن الإنسانية التي لا يعرف معانيها وقيمها، كغيره ممن سكنوا البيت الأبيض، يحاول عبثاً تبييض صفحته السوداء، والتنصل من مسؤوليته المباشرة عما يحدث في سورية، ويتناسى أن إدارته السابقة، بكل أركانها ومسؤوليها هي من هيأت الأرضية لإنشاء التنظيمات الإرهابية، قبل أن تستقدم مئات آلاف المرتزقة من شتى أصقاع الأرض، بمساعدة من أعراب الخليج والنظام التركي، وأقامت لإرهابييها برامج تدريب منتظمة، وسمتهم بـ” المعتدلين”، ومدتهم بالمال والسلاح والعتاد، وحشدت لهم أكثر من مئة دولة لدعمهم تحت مسمى” أصدقاء سورية” وعقدت مع تلك الدول العديد من المؤتمرات في عواصم مختلفة لإغداق الأموال عليهم، وأنشأت غرفاً عسكرية “الموك والموم” لتوجيه دفة جرائمهم، بإشراف ضباط استخبارات أميركيين وأوروبيين وأتراك وصهاينة ومستعربين، وهي من مكنت ” داعش والنصرة” من التمدد والانتشار، فكيف لأوباما أن يدعي وجعه على مأساة السوريين، وهو من تسبب بحدوثها؟!.
إدارة أوباما هي من ابتدعت تصنيفاً للإرهاب بين “حميد وخبيث”، وقدمت كل أشكال الدعم العسكري والسياسي للتنظيمات الإرهابية التي يصعب حصرها لكثرة مسمياتها، بعد أن وضعتها في خانة الإرهاب “المعتدل”، ودافعت عنها بشراسة في المنظمات والهيئات الأممية، لأنها وضعت كل رهانها على تلك التنظيمات لإنتاج مشهد سياسي أو ميداني يتناغم مع أجنداتها ومخططاتها العدوانية، فحاربت لأجل ذلك كل مبادرات وجهود الحل السياسي، وكانت تريده مفصلاً على مقاس أطماعها الاستعمارية، من دون الاكتراث لمصلحة السوريين ومعاناتهم وآلامهم التي يتباكى عليها أوباما، وهو ذات النهج الذي تسير عليه إدارة ترامب اليوم، مع فارق الانخراط المباشر بالعدوان والاحتلال، وسرقة ثروات السوريين.
ربما لم يسمع أوباما – المثخن بآلامه الإنسانية- الكاذب جيمس جيفري وهو يتفاخر بكل وقاحة بمسؤولية إدارته المتغطرسة عن معاناة السوريين، وانخفاض سعر صرف الليرة، ضمن إجراءات ” قيصر” الإرهابي، ولم يسمع ترامب وهو يتباهى بسرقة النفط السوري، ولم يرَ مشاهد إحراق محاصيل القمح التي أمر بإشعالها لتجويع السوريين، ولم يطرق إلى مسامعه ما تقترفه أذرع بلاده الإرهابية من جرائم تندى لها الإنسانية، هو كغيره من الرؤساء والمسؤولين الأميركيين ممن ينتهجون سياسة الكذب والنفاق لتبرير دعمهم للإرهاب، ولكن كل أضاليلهم السياسية والإعلامية لن تلمع صورتهم القبيحة، ولن تعتم على دورهم القذر في استهداف السوريين، وتقويض أمنهم واستقرارهم .