لا ندري ما هي العقلية التي تفكر فيها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أهي عقلية التاجر أم عقلية البلطجي أم ماذا؟ وقطعاً لم تكن عقلية السياسي في يوم من الأيام.
فإن كانت الأولى، فتجارتها معنا في سورية خاسرة، ولم تربح هذه العقلية إلا لدى الأنظمة المتهالكة التي تبحث عمن يحميها مقابل المال، كي تحافظ على عروشها التي أصبحت في خطر، نتيجة تململ شعوبها من سياساتها المدمرة في المنطقة والعالم.
أما إن كانت الثانية، فزمن الهيمنة الأميركية انتهى وولّى إلى غير رجعة، ولم تحقق فيه واشنطن في سورية حتى في ذروة هيمنتها وسطوتها أي مصلحة أو فائدة على حساب المصلحة الوطنية السورية، وكل الذي بدا من الأميركيين خلال السنوات الأربع الأخيرة، وخاصة من قبل الرئيس ترامب الذي يوظف فائض القوة الأميركية لتلبية رغباته الهوجاء المتهورة، لم يكن سوى مزيداً من الفوضى والموت والدمار والخراب، من خلال الاستمرار في تقديم الدعم السياسي والمالي والعسكري للتنظيمات الإرهابية وأولها (داعش والنصرة).
ويأتي في سياق هذه السياسة العدوانية أيضاً، الزيارة التي قام بها مؤخراً وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى الجولان العربي السوري المحتل، وقبلها إلى المستوطنات في الضفة الغربية، والتي حاول من خلالها الوزير الأميركي إعطاء جرعة إضافية لكيان العدو الصهيوني كي يستمر في التوسع والاستيطان على حساب أصحاب الأرض السوريين وكذلك الفلسطينيين.
ومهما حاول العدو الصهيوني أن يضخم هذه الزيارة المشبوهة وأن يبني عليها من الأحلام التوسعية والاستيطانية، فهو واهم لأنها لا تقدم في مشروعه العدواني الاحتلالي أي نتيجة يبنى عليها، ولا تؤخر من حق السوريين بأرضهم وتاريخهم، والذي تكفله جميع القوانين والشرائع الدولية، بالإضافة لقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وزيارة بومبيو هذه وقبلها اعتراف ترامب الارتجالي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل لا يمثلان من السياسة شيئاً، ولا يساويان الحبر الذي سال للحديث عنهما، وهما مرفوضان سورياً وإقليمياً ودولياً، ولن يقفا عائقاً أمام إرادة السوريين بتحرير جولانهم من رجس الإرهاب والاحتلال الصهيوني.
حدث وتعليق – راغب العطيه