الثورة أون لاين – جهاد اصطيف:
يعود تقنين الكهرباء إلى محافظة حلب بعدما كان المواطنون قد تأملوا بتغذية مستمرّة ولو بالحدود الدنيا أو المقبولة حسب الوعود الكثيرة للمعنيين في القطاع الكهربائي، لكن على ما يبدو أن آمال المواطن الحلبي من جهة والصناعي لا بل والتجاري أيضا قد تلاشت واحداً تلو الآخر و يبدو أيضاً أن وزارة الكهرباء قد تفاجأت بحلول فصل الشتاء وكأن هذا الأمر لم نعهده منذ سنوات، وقد تسبب في عودة تقنين التيار الكهربائي لساعات طويلة، وبالتالي عودة المواطن إما إلى العتمة أو السعي وراء أصحاب الأمبيرات الذين بدورهم استغلوا الوضع أكثر فأكثر ورفعوا أجورهم بنسب كبيرة زاعمين أنهم زادوا ساعات التشغيل أكثر بسبب التقنين الجائر للكهرباء وتطنيش معظمهم بالتسعيرة التي فرضها المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة دون أن يتقيدوا بها حيث لا رقيب ولا حسيب!.
• المواطن بين حانا ومانا..
المواطن كان قد ظنّ “حسب الوعود التي كان يسمعها بين الحين والآخر”، خلال فصل الصيف الفائت أنّ العتمة لن تعود إلا في حدودها الدنيا لأنه يعلم قبل غيره أن مشكلة الكهرباء في فصل الشتاء تتفاقم أكثر بكثير من فصل الصيف عدا عن الأسباب الأخرى التي بتنا نعرفها جيداً كالحصار الخانق الذي تعاني منه سورية بشكل عام، والعقوبات الاقتصادية المفروضة علينا من معظم دول العالم إلى ما هنالك من أسباب أخرى تتعلق حتى بعمل المنظومة الكهربائية في كل مدينة أو حي أو بلدة أو غيره بسبب الاستجرار الزائد من قبل المواطنين والحمولة الزائدة والسرقات والأهم قلة الكميات الواردة إلى حلب.
• آراء المواطنين
في أحد أحياء حلب، يسكن حسن الذي يقول لجريدة “الثورة” إنّ “الكهرباء بدأت قبل أسابيع عدّة تُنقطع في اليوم ساعتين عند الظهيرة أو أربعة بشكل متفاوت وفي المساء قد لا تنقطع وأسبوعاً بعد آخر راحت تزداد تلك الساعات وبعدها في مقابل كلّ ثلاث ساعات من التغذية ثمّة ثلاث ساعات من التقنين وذلك على مدار الساعة وهكذا حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن. ويشير إلى أنّه خلال ساعات التغذية يكون التيار الكهربائي ضعيفاً في الغالب، ما يجعلنا نشعر بأنّ التيار الكهربائي لم يعد بالفعل، ويؤكد أنّ كل ذلك يؤثّر على الأجهزة الكهربائية في المنزل، ما يؤدّي إلى احتراق بعضها، وعلى سبيل المثال تكلّفت في خلال الأسبوع الفائت نحو مئتي ألف ليرة سورية لإصلاح أعطال تسبّب فيها التيار الكهربائي”.
من جهته، يقول عدنان وهو من حي بستان القصر أنّه يبحث في سوق المستلزمات الكهربائية عن بطارية ومصابيح “ليد” يستخدمها في إنارة منزله، لكنّه يعبّر عن “صدمته بالأسعار” ، ويقول إنّ بطاريات قوّة 50 أمبير تتراوح أسعارها ما بين ٩٠ و١٠٠ ألف ليرة سورية، أمّا البطاريات الصغيرة قوّة ثمانية أمبير فثمنها نحو ٢٥ إلى ٣٥ ألف ليرة مع شاحنها، ويسأل:
“هل يعقل أن يساوي ثمن بطارية صغيرة راتب موظف تقريباً؟” ويضيف عدنان: “منذ أسبوع وأنا أتردد على الأسواق، وفي كل مرّة أعود إلى المنزل من دون بطارية، لكن امتحانات أبنائي المدرسية حانت وهم بحاجة إلى إنارة.
• في الشتاء معاناة مستمرة
الوضع غامض وهذا ما يؤكّده الواقع حول تصريحات الجهات المعنية بخصوص قطاع الكهرباء فوضع الكهرباء في سورية الذي يتأكد أنه ما زال يعاني من الأسباب ذاتها التي نشهدها في كل عام.
والسؤال هل فصل الشتاء حدث غير طبيعي؟ وهل وزارة الكهرباء لا تتذكر معاناة السوريين في الأعوام الماضية؟.
• الصناعيون والعمال يطالبون بزيادة المخصصات
كلنا يعلم ما تعنيه حلب من ثقل صناعي وتجاري بالنسبة للاقتصاد السوري عموماً ولعل أحدث مثال على كلامنا هذا هو الكتاب الذي توجه من خلاله اتحاد غرف الصناعة السورية للسيد رئيس مجلس الوزراء مؤخراً بهذا الخصوص.
ومن جانبهم عمال حلب ومن خلال اللقاء الدوري لرؤساء مكاتب النقابات مع رئيس اتحاد عمال المحافظة كانوا قد طالبوا بزيادة مخصصات محافظة حلب من الطاقة الكهربائية الواردة من محطات التوليد وبما يتناسب مع الكثافة السكانية والمساحات الجغرافية المأهولة خاصة وأن هنالك مناطق كثيرة تم تحريرها من رجس الإرهاب وعادت إلى حضن الوطن.