على مدى سنوات الحرب العدوانية مرّ القطاع الكهربائي بظروف صعبة نتبجة الاستهداف الإرهابي من جهة والحصار الاقتصادي الجائر والاحتلال للموارد الطبيعية ومنها آبار النفط، وتقبّل الناس الواقع وتعايشوا معه بعدة طرق.
وكان وقتها ثمة مايسدّ جزءاً من غياب الطاقة الكهربائية على الأقل في توفير مادة المازوت لزوم التدفئة، لكن هذا العام ثمة تساؤلات لم نكن لنسألها قبل اليوم؟.
ونتوجه بالسؤال إلى القيمين اليوم على توزيع ساعات التقنين وهذا التحول المفاجىء.. هل يعقل أن تأتي الكهرباء في أحد المناطق في العاصمة لمدة ربع ساعة بعد انقطاعها أربع ساعات، ومن ثم تأتي ساعة وتنقطع ساعتين وبعدها تأتي نصف ساعة وتنقطع ثلاث ساعات، وهكذا طيلة اليوم والسؤال لماذا طرأ هذا التغيير الكهربائي؟.
تغير المشهد ليس بقطاع الكهرباء وحسب بل ذهب إلى جميع المواد الأساسية لنراها متوافرة خارج أماكنها الطبيعية بأسعار كاوية بدءاً من المازوت وصولاً إلى الغاز وليس انتهاءاً بالخبز والرز والسكر وغيرها؛ بل إنها معروضة على عينك ياتاجر.
مثلاً المازوت الذي تنتظره أغلب الأسر في هذا الوقت من العام ليقيهم برد الشتاء متوافر لكن بسعر وصل لليتر الواحد بألفين ليرة سورية، بينما رسائل المازوت لم تصل منذ العام الفائت ومثله الغاز والسكر والرز والخبز أيضاً، كما وصل سعر الربطة خارج مكانها الطبيعي إلى ألف ليرة، والحديث جار عن تراجع في الازدحام على الأفران.. ألا تجدون أن ثمة من يجد مصلحة في الازدحام على الأفران ليخلق سوقاً سوداء؟!
أعتقد أن الدولة وفرت كل مايلزم أو مايطلب من أجل تلبية حاجة المواطن.. لكن ثمة خلل ما في مكان آخر وربما تحدثنا عنه مرات ومرات، خلل الإدارة والتوزيع لمختلف المواد وهذا الأمر إما بسبب عدم الكفاءة أو بسبب عدم النزاهة، وفي كلا الحالتين الأمر خطير مع هذه الظروف الصعب
الكنز – رولا عيسى