الثورة أون لاين – بقلم مدير التحرير أحمد حمادة:
ربما لم يكن الكيان الإسرائيلي الغاصب بحاجة إلى تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أثناء زيارته للجولان المحتل ليقوم بعدها مباشرة بعدوانه الغادر على سورية، ولكن بالتأكيد كانت تلك التصريحات (العنترية) المزيفة حاملاً جديداً من حوامل الدعم غير المحدود الذي تقدمه واشنطن لكيان الإرهاب، والانحياز الأعمى الذي تنحاز إليه في كل نفس يتنفسه ديمقراطيوها وجمهوريوها، والذي يعطي دائماً لهذا الكيان السرطاني مزيداً من جرعات الدعم لارتكاب المجازر والجرائم بحق شعوب المنطقة برمتها.
فمن ربا الجولان المحتل وسفوحه الأبية يعلن اللص المتسلل بومبيو، أن زيارته الإجرامية وغير المسبوقة له محقة، وأن هذه الأرض السورية “جزء من إسرائيل بل جزء رئيس من إسرائيل” كما قال حرفياً، ليشاهد العالم نتائج هذه البلطجة عدواناً صهيونياً مباشراً على مواقع سورية في جنوب دمشق انطلاقاً من ربا الجولان ذاتها التي وقف عليها بومبيو وتفوّه بكلماته المتغطرسة من فوق ترابها.
المفارقة المثيرة للاستهجان أن بومبيو يضيف بأنه أخبر نتنياهو بأنه أراد أن يأتي إلى الجولان في هذه الرحلة برغبة شديدة ليخبر العالم بأنه على حق، وأن الولايات المتحدة لها الحق، وأن إسرائيل لها الحق، وأن لكل دولة الحق في الدفاع عن نفسها في (سيادتها الخاصة)، وهنا لا ندري عن أي حقوق لأميركا وإسرائيل في الجولان يتحدث هذا البلطجي، ولا ندري إن كان يفهم بالقانون الدولي ويدرك أن الجولان أرض سورية محتلة أو لا، أو أنه لا يدرك أن الحق الوحيد هو للسوريين وحدهم وتحريرها من أولوياتهم، وأنهم أصحاب الأرض والحق والسيادة! ولا ندري إن كان يعلم أنه يكذب على نفسه ويقلب الحقائق لتصبح الجولان أرضاً صهيونية مزعومة برأيه، ولكيانه المدلل الغاصب الحق المزعوم في الدفاع عنها!.
تصريحات بومبيو ربما لا تعكس فقط مدى جهله بحقائق التاريخ والجغرافيا والقانون والمواثيق الدولية، وازدرائه بالشرعية الدولية، بل تعكس أيضاً مدى حقده وكذبه وقلبه للحقائق البديهية التي يعرفها القاصي والداني، والتي تقول إن القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة تجزم بأن الجولان المحتل أرض سورية، وتعود تبعيتها وملكيتها بمنطق القانون والتاريخ والجغرافيا والسياسة والمواثيق والقرارات الدولية إلى وطنها الأم سورية، وأن مدة احتلالها مهما امتدت لا تغير من هذه الحقائق شيئاً على الإطلاق.
إذاً لم تمض أيام قليلة على زيارة بومبيو العدوانية إلى الجولان المحتل حتى أقدم العدو الصهيوني على شن عدوان جوي من قلب الجولان نفسه باتجاه جنوب دمشق، ليرسل بومبيو رسائل إلى أصحاب الحق السوريين ملخصها الصلف والغطرسة والتنكر لحقوقهم وللمواثيق الدولية، ورسائل إلى الكيان الصهيوني بأن واشنطن ستبقيه على رأس أولوياتها القصوى والشريان الذي يمده بالحياة، وإشارة خضراء لنتنياهو بمواصلة عدوانه وإرهابه ضد سورية.
لكن بومبيو ونتنياهو وغيرهما من أصحاب الرؤوس الصهيونية الحامية لم يدركوا بعد أن غطرستهم وزياراتهم وتصريحاتهم غير القانونية وغير المسؤولة لن تغير من حقيقة أن السوريين قادمون لتحرير أرضهم مهما كلفهم الثمن، وأن زيارة بومبيو لا تساوي ثمن وقود الطائرة التي أقلّته إلى ربا الجولان، وأن نتائج عدوان نتنياهو لا تساوي ثمن الصواريخ التي أطلقها، وأن الحق لأصحاب الأرض دون سواهم مهما كذب أقطاب العدوان وزوّروا الحقائق والوقائع والمشاهد.