كم هو محزن عندما نقرأ الأخبار التي تقول: تتواصل في محافظة اللاذقية أعمال إعادة استصلاح الأراضي الزراعية.. وشق طرق زراعية.. وفتح خطوط النار في المناطق المتضررة من الحرائق!!
ويقال أيضاً: “ضمن آلية تتيح استثمار كل الآليات الممكنة لهذه الغاية”!!.
ثم ينتقل الحديث إلى الاستمرار بتوزيع مستحقات تعويضات المزارعين المتضررين.
هنا يمكننا القول: إن ما يجري الآن هو قنطار العلاج بكل أسف.. ولاسيما أن ما يجري اليوم كان من الممكن تلافيه قبل فترة الحرائق.. من خلال عمليات صيانة الطرق الحراجية.. وشق خطوط النار.. حيث كان حينها درهم وقاية.
وسبق أن أشرنا في صحيفة “الثورة” أكثر من مرة إلى ضرورة الاستعداد للفترة الخطره قبل موسم هطل الأمطار.. وذلك من خلال صيانة الطرق الحراجية لضمان وصول سيارات الإطفاء إلى وسط الغابات في حال وقوع أي حريق.
وأيضاً صيانة خطوط النار لمنع امتداد النيران من موقع إلى آخر.. وهذا طبعاً لم يتم بالشكل المطلوب!!.
ما يجري اليوم هو عمل فعلي.. ويؤكد أن ما كان يتم سابقاً عمل غير مخطط وربما غير منتج.
ما يدفع الآن من تعويضات على الأضرار التي لحقت بالقرى والمواقع الحراجية.. هو أضعاف مضاعفة عما كان يجب دفعه.. مع الحفاظ على الأشجار التي تعرضت الحرائق لها!!.
صيانة الغابات والحراج وإزالة الأغصان اليابسه وجمع الأوراق المتساقطة (التورب) كانت مورداً اقتصادياً.. وكانت فرصة عمل موسمي لمئات العمال.. والنتيجة الآن غير الخسائر الكبيرة هي الخسائر في نمط التفكير والتخطيط في القدرة على إشراك المجتمع المحلي في العمل الوقائي.
لنتعلم من أخطائنا ونتعلم من أبناء هذا الوطن المعطاء.
فالخبر الثاني يقول:
جهود كبيرة تبذل لإعادة إحياء الغطاء الحراجي، حيث شارك 50 متطوعاً من فريقي “ضوء سورية” و”رحلة ودرب” وبالتعاون مع دائرة الحراج بمديرية الزراعة في اللاذقية بزراعة نحو 550 غرسة في جبل الحرة التابع لناحية ربيعة بالريف الشمالي لمحافظة اللاذقية.
كم كان جميلاً أن تكون تلك الجهود لزيادة الغطاء الحراجي.. بدلاً من تعويض ما التهمته النيران.
إنها دعوة للتعامل مع حراجنا بكل الحرص والمحبة التي نراها بعد أن حصل ما حصل وبعد أن جاءت النيران على مساحات كبيرة من بساتين الزيتون وبيارات الحمضيات وأشجار الغابات.
أروقة محلية – نعمان برهوم