لا بأس بكل هذه الفوضى.. هذا الضجيج… ولابد لنا أن نتعايش مع خليط غير مفهوم، من البؤس محتفظين بقناعتنا… مؤمنين .. قد نتجاوزه…
ولا بأس أن نجد أنفسنا في كل مناسبة خارج لعبة لم نفهمها يوماً…!
للانغماس في هذا كله، أيّ فلسفة حياتية نحتاجها؟
هل تلك التي تبنى على الإرادة، نتمكن عبرها من إخضاع ما حولنا لرغباتنا.. وبالتالي لأفعالنا..
وهل سنتمكن؟!
ألا نحتاج حينها إلى فلسفة القوة… ولكن بأي شكل علينا امتلاكها..؟
في أوان ما.. حين يحيط بك صوت الحياة وتتخبط فيه، وتتمايل مع نغمات التردد، مؤمناً أن لا شيء يجعله خافتاً سوى منطقك الخاص، أو لنقل فلسفتك اليومية، الحياتية… اختيار ما يلائمك…لاغياً كل معزوفات التردد التي يمكنها أن تهزمك.
في كل ما نفعله ما يهمنا أخيراً (النتيجة أو الإنجاز) لكن في العصر الحديث.. في عصر يسلّع كل شيء، حتى الإنسان بعيداً من مآلاته الروحية، فهل يصبح حينها لأي إنجاز بعيداً عن تأطيراته العملية- المادية أيّ قيمة..؟!
في عالم التكنولوجيا، ألا نحتاج إلى فلسفة غير تلك التي اخترعها يوماً سقراط وأفلاطون.. وشوبنهور، وسارتر ونيتشه… وممثلو الفلسفة الرواقية.
أم إن الفلسفة بتساؤلاتها النقدية، وفكرها الجدلي… والحالة الروحية التي تقودك إليها..لا معنى لها إن لم تقترن جميعها بفلسفة القوة، تلك التي لا ترى سوى إنجازها.. ولا تسمع سوى رنين صوتها…المعدني!
ونحن نحتفل كل عام بيوم الفلسفة العالمي الذي مضى مؤخراً… ستستمر تساؤلاتنا.. ولن تنتهي يوماً… حتى لو غابت أجسادنا.. فإن جيلاً جديداً… في زمن مستقبلي آخر… قد يمتلك قوة ما.. دافعاً أهم… يعربش على فلسفات كل من سبقه…عله يعيد للبشرية شيئاً من ألق سنبقى نتحسّر أننا لم نعشه.. حتى آخر لحظة من حياتنا!.
رؤية – سعاد زاهر