الثورة أون لاين – لميس عودة:
القفز بكل صفاقة فوق القوانين الدولية، والسير بكل عنجهية على شرعية الأمم ومواثيقها التي تلزم بصون واحترام وحدة وسيادة الدول على أراضيها، والغلو بالإجرام والانتهاكات وضخ الإرهاب ونهب مقدرات الدول، هو غيض من فيض الإرهاب الأميركي الذي بلغ ذروته المقيتة في عهد دونالد ترامب المارق على كل القوانين، إضافة إلى إقامة قواعد احتلالية تجسسية في المناطق التي يسيل عليها لعاب الجشع الأميركي، فالتمادي السافر بتزويد جنود الاحتلال والأدوات الإرهابية بمواد لوجستية وعسكرية في الجزيرة السورية كما جرى اليوم بإدخال تعزيزات حربية إلى قاعدة أميركا غير الشرعية في ريف الحسكة هو خرق سافر وانتهاك مفضوح تتعامى عن رؤية مشاهده الأمم المتحدة ومؤسساتها المعنية التي من المفترض أن من أول مهامها لجم المعتدين وكبح جماح التطاول العدواني على أي دولة كانت.
ففي الوقت الأخير من عمر ولايته الافتراضية يستكمل ترامب السير على النهج العدواني ويجاهر بوقاحة بالتصرفات العدوانية في الجزيرة السورية ساعياً لتعزيز قواعده الإرهابية وتثبيت احتلال جنوده لأراض في منطقة الجزيرة، متوهماً أن بقاء جنود احتلاله في المنطقة سيطول مداه الزمني، متغافلاً عن أن التعديات مهما ارتفع منسوب البلطجة فيها ما هي إلا انتحار معلن، وفصل حماقة جديد يلقي من خلاله ترامب بجنوده إلى مصير غير معلوم، ويعجل في صياغة سيناريوهات النهايات الإرهابية في الرقعة الشرقية من الخريطة السورية التي يحدد إحداثياتها ومواقيت حسمها الجيش العربي السوري والمقاومة الشعبية.
تخطط أميركا وترسم خرائطها الاستعمارية، وتصوغ سيناريوهات الفظائع المرتكبة بحق أبناء الجزيرة السورية، ويغيب عن مقامرها الأرعن أن حسابات الإرهاب الأميركي لن تنطبق مع بيادر المقاومة الشعبية في الجزيرة، وأن بذار الشر الذي ينثرونه في المنطقة الشرقية لن تحصده واشنطن إلا أشواك هزائم مرة، ففي حسابات ذود السوريين عن وطنهم وصون وحدة جغرافيته تُنسف كل المخططات التآمرية، وتتغير معادلات الميدان وفقاً لاستراتيجية التحرير السورية.
سلسلة الإرهاب الأميركي تتقطع على امتداد ساحات المعارك في الأراضي السورية، ولو لهث ترامب ومن يجاريه بالعدوانية لوصلها، فربط حلقاتها المتشظية لن يجدي نفعاً، وطرق البلطجة وتعزيز قواعد الإرهاب والتجسس الأميركية، ونهب المقدرات في منطقة الجزيرة محفوفة كلها بمخاطر لا استطاعة للأميركيين بدفع فاتورتها الباهظة، فقواعد أميركا غير الشرعية على الأراضي السورية ستتفكك وسيرحل جنودها المحتلين مرغمين ومهزومين شاءت الإدارة الأميركية أم أبت، فلا بقاء لمحتل أو غازٍ على الجغرافيا السورية، تلك أولى الأولويات في روزنامة التحرير السورية.