تنتهي حرب دونالد ترامب الانتخابية، وتبقى التصريحات والدعاوى القضائية قائمة، ليبقى في مكان آخر حديث الحرب حاضراً بقوة في كل لحظة.
حديث تدعمه مشاهدات واستعدادات ونقل للعتاد العسكري واستنفار في جنود وقوات وتحريك وجودها إلى مناطق قريبة أو داخل منطقة الخليج العربي، فهل يعني ذلك صدق التكهنات القائلة إن ترامب سيشن حرباً على إيران قبيل انتهاء فترة ولايته في شهر كانون الثاني المقبل؟.
وهل يجرؤ ترامب على القيام بهكذا عمل؟.
وهل توافق أو تسمح وزارة الدفاع الأميركية بتنفيذ عمل عسكري ضد إيران؟
وهل تتحمل دول الخليج العربية المعادية لطهران تبعات حرب كهذه؟.
وأخيراً هل يتهور كيان العدوان الصهيوني ويستمر في دفع فريق الصقور في إدارة ترامب لتنفيذ عدوان ضد إيران في فترة حرجة؟
ثمة مؤشرات ودلالات توحي بالاستعداد للقيام بعمل عسكري ما في المنطقة، وهي تأتي من تلك التحضيرات والمتغيرات التي يتابعها المراقبون الذين يدعمون احتمال القيام بمثل هذا العدوان، فقد وصلت طائرة ب٥٢ قبل أسبوع إلى قاعدة الظفرة الإماراتية، حيث أفرغت حمولتها من قذائف قيل إن بعضاً منها برؤوس نووية والبعض الآخر خارق للتحصينات.
كما تسربت الأخبار عن تجهيز قاعدة الحرير الأميركية في أربيل والتي تبعد ١١٥ كلم عن إيران بمطار وأجهزة رصد وتنصت متطورة.
ناهيك عن التسريبات حول تقارب أمني استجد بين المخابرات التركية والمخابرات الإسرائيلية نقله أكثر من موقع.
كما لم تهدأ طائرات الاستكشاف والرصد، أكانت أميركية أم إسرائيلية، من طلعاتها اليومية بدءاً من أجواء لبنان وصولاً إلى مضيق هرمز وذلك منذ أسبوع وحتى اليوم.
وتم سحب حاملة الطائرات الأميركية (نيمتز)والبوارج المرافقة لها من بحر الصين باتجاه الخليج العربي.
وإفراغ نصف البعثة الدبلوماسية الأميركية من العراق وسحبها خارجه.
وتشير القراءات إلى أن مصالحة قطر والسعودية اقتصرت على بند فتح الأجواء السعودية للطائرات المدنية والعسكرية القطرية والتي كانت تستعمل أجواء إيران سابقاً.
ثمة توقعات ترى أن الرئيس ترامب أخذ قراراً بضرب إيران بعد الحديث الذي أدلى به بايدن لنيويورك تايمز عن رغبته في العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، وقبل ذلك التغييرات التي أجراها في وزارة الدفاع والأمن القومي الأميركي.
وأخيراً استنفار صهيوني كامل في كافة فروع جيش الاحتلال الإسرائيلي وتم تحديد مدخل جوي واحد لدخول الطائرات المدنية إلى مطار بن غوريون.
وبعد كل هذه المؤشرات والعوامل التي تدعم فكرة حرب مجنونة، قد يراها البعض محتومة أيضاً، يبقى الحديث عما يمكن أن يلي هكذا مغامرة بمثابة الانتحار الغبي لكثير ممن يرى بعين المراقب الحيادي أو الواعي، ومرجحو احتمال الحرب ينسون أو يتناسون القدرات الإيرانية التي أسقطت أهم وأغلى طائرة استطلاع للقوات الأميركية وضرب المواقع الأميركية وحدها في قاعدة عين الأسد دون غيرها من القوات التي تجاورها واصطياد طائرات الاستطلاع الأميركية لأكثر من مرة وغيرها الكثير.
وفي النهاية تبقى قوى المقاومة الخفية والعصية على التقدير الحقيقي لمدى وحجم قوتها وقدراتها الفعلية تشكل الرادع الأكبر والداعم لإيران ومحور المقاومة بشكل متكامل حيث سيكون الثمن باهظاً وكبيراً، لا يقوى كل المعتدين على احتماله.
معاً على الطريق- مصطفى المقداد