لايمر يوم إلا ويثبت الغرب أنه يعمل بسياسة النفاق والكيل ليس بمكيال واحد ، بل بألف مكيال ، وكلها تصبّ في خدمة مصالحه الاستعمارية الانتهازية ، لتصل في المحصلة إلى أن تكون في خدمة الكيان الصهيوني ، الغرب الذي يعمل كل ساعة عبر سياسة التضليل على المتاجرة بالمصطلحات باسم الإنسانية والحرية والديمقراطية ، وما في القائمة من أحابيل التدخلات باسمها في شؤون العالم .
فرنسا التي تشهد ما تشهده من أحداث ووقائع لم تعالج الأمر بالعصا السحرية، ولا حتى بالحديث عن ضرورة تلبية ما ينادي به هؤلاء الذين يعيشون الحرمان والفاقة ، وهم مواطنون فرنسيون لهم حق المواطنة ، ولهم حقوقهم المدنية والحياتية ، لكنهم مهملون وعلى هامش الحياة والفعل والقدرة حتى على تأمين لقمة العيش التي تسدّ رمقهم.
السلطات الفرنسية ترى أن ما يقوم به هؤلاء يهدد الأمن والسلم الفرنسيين ، ولكنها حين تسلح وتمول الآلاف من الإرهابيين وتزجهم في حرب عدوانية ضد الدولة السورية ومقدراتها ، هذا يعني حرية ، ولا ترى ما دمره هؤلاء المجرمون بالسلاح والدعم الغربي المستمر ، يظن الغرب أنه خارج العالم ولايمكن أن تنعكس ألاعيبه عليه وترتد الجولة لتكون في ساحاته وميادينه ، مع اننا لا نتمنى أن يصل الإرهاب إلى أي دولة في العالم ، لكن ذلك لايعني أن نقول :إن من يطبخ السم لابدّ أن يتجرع منه قليلاً ، وبغض النظر عما يجري ، وكيف يجري ولماذا …؟ فالوضع في القراءة يدل على نفاق غربي، فأوطانهم ليست أغلى من أوطاننا، ومن حقنا، بل الواجب يحتم علينا أن نصون ونحمي مقدراتنا، وندافع عن كرامتنا وسيادتنا، وعلى الغرب أن يعي أن العالم يرى نفاقه وازدواجية معاييره.
البقعة الساخنة- ديب علي حسن