بالرغم من محاولاتها إغلاق باب الشكوك.. يبقى موارباً..
تعلم أن مخاطرة فتحه، تطلق عنان شياطين الظنون.. والتي بدورها تغذي رأسها بعشرات علامات الاستفهام.
لم تدرك أن للحبّ باباً خفياً من قلق.. هي التي حسبته بوابة كبيرة تُفتح على طمأنينة لامحدودة.
وبينما تنشغل بإغلاق باب شكوكها، يتناهى إلى مسمعها صوت فيروز قائلاً: “يا هموم الحب يا قُبَلُ”..
يبدو أن لعبة الاحتمالات ذات مسار لا يُستهان به..
فأن يكون للحب ظنون يتشابه، برأيها، وأن يكون له هموم.. كل منهما تتناسل من الأخرى.. وتتناوبان في دائرة حيرة لانهائية.
ومع هذا، لم يتزعزع إيمانها أن الحب هدية.. لكنه لا يكون كذلك (في غيابٍ تام للمخاطرة) على رأي آلان باديو.
مخاطرة..!!
وإن يكن.. لعله أراد بها معنى المغامرة..
كل ما عليها فعله، الآن، تحويلها إلى مغامرة محبّبة..
وحتى حين ينزاح بصرُها عن صوابية الرؤية، تتمسك بإيجابية روح المغامرة التي تحياها مع الآخر.. ذاك الآخر بكل ما يطرحه من آراء مغايرة، يعيد إلى ذاكرتها كلمات “باديو” في حديثه عن معنى الاختلاف في الحب الذي “يأخذنا إلى مناطق رئيسية من خبرة ما الاختلاف ويقودنا أساساً إلى فكرة أننا نستطيع أن نجرّب من منظور الاختلاف”.
تريد أن تختبر الأشياء بعدسات عينيه..
أن تذهب إلى ما وراء نفسها..
إلا أن شيئاً ما يكبّل حركتها.. يجعلها مقيدة إلى حيث تشن حرباً ضد ظنونها..
أتكون مغامرتها عبارة عن محاولة تخليص حبّها من أرض الشكوك والظنون تلك..؟
“بدون شكّنا بأنفسنا تغدو شكوكيتنا كلمة ميتة، حيرة مبتذلة”، مع مقولة إميل سيوران تستعيد أفكارُها شيئاً من توازن..
يدور مفتاح تفكيرها وصولاً لخلاصة أن لعبة الشكوك تلك، تنتهي بها إلى رؤية ما تحمله وراءها من غموض..
وكلُّ غموضٍ هو إمكانية غير مستقرة في الآخر.. إمكانية لمنح كثيرٍ من جاذبية.
هكذا ستتعامل مع ظنونها، ينبوع لا ينضب لعيش جاذبية اللامتوقع.
رؤية – لميس علي