حقيقة واقعة.. ولكن!!

تزاحمت الأفكار في ذهني عندما جلست لأكتب هذه الزاوية، وكل فكرة منها تحاول أن تفرض نفسها لتكون موضوعها الرئيس، ولاسيما أنها جميعها تتعلق بما يعيشه المواطن من أزمات ومعاناة تسببت بها العقوبات الخارجية الجائرة والممارسات الداخلية القاصرة.. فأزمة الكهرباء المستفحلة المتمثلة بساعات التقنين الطويلة وانعكاساتها على حياة الناس وعملهم وإنتاجهم وعدم وجود ما يوحي بمعالجتها أول هذه الأفكار.

وعدم توزيع مازوت التدفئة حتى الآن للنسبة العظمى من المواطنين في الريف والمدينة بسبب قلة المادة -كما تقول محروقات بالسر وليس بالعلن- ثانيها، والتأخير الكبير- الذي وصل في بعض المناطق لأكثر من ثمانين يوماً- في تلقي رسائل الدعوة لاستلام أسطوانة الغاز المنزلي من قبل المواطن الذي لديه البطاقة الألكترونية ثالثها، وارتفاع الأسعار وتكاليف المعيشة وغياب القدرة على ضبط الأسواق وتجارها وضعف القوة الشرائية للمواطن لدرجة لم يسبق لها مثيل رابعها..

هذه الأفكار وأفكار ضاغطة أخرى تتعلق برغيف الخبز وعدم استقرار تجربة تأمينه عبر البطاقة الإلكترونية، وبأزمة النقل العام التي ستبقى على حالها طالما لم يتم توريد ميكروباصات وباصات جديدة، و…الخ لم ينجح أي منها في انتزاع الأولوية وإقصاء الفكرة المتعلقة بفيروس كورونا الذي ينتشر أفقياً وعمودياً في محافظة طرطوس وبقية المحافظات مهدداً بالمزيد من الوفيات والإصابات بين كوادرنا الطبية والتمريضية والمواطنين بشكل عام.

نعم لقد أصبح هذا الوباء حقيقة واقعة بغض النظر عمن يقف وراءه أو عمن يستثمره سياسياً واقتصادياً، وبات يحصد المزيد من الأرواح ويصيب المزيد من الأشخاص في دول كثيرة ومنها دولتنا، ومع ذلك ما زال هناك من يستهزئ به من أبناء مجتمعنا بعيداً عن أي منطق أو عقل أو علم، وهناك من يستخف بالإجراءات الوقائية المطلوب القيام بها على الصعيدين الشخصي والعام، ماساهم ويساهم في انتشار الفيروس بسرعة وفي زيادة أعداد الوفيات بين المصابين به وبالطبع هذا يستدعي من الجهات الحكومية المعنية ومن المواطن على حد سواء العمل بكل حرص وجدية لتطويق الفيروس والحد من آثاره قبل خروجه عن السيطرة التي بات يخشاها الكثيرون.

وهنا نقول إن المشكلة ليست كلها في القرارات المتخذة للتصدي للفيروس، إنما في تطبيقها على أرض الواقع سواء من قبل نسبة كبيرة من المواطنين (اللامبالين)، أم من قبل الجهات العامة المعنية بالتنفيذ، يضاف إلى ذلك غياب الآلية التنفيذية المناسبة والإشراف الجدي عليها، ونعتقد أن عدم اتخاذ قرار بالإغلاق العام حتى الآن لأسباب مختلفة يتطلب تفويض القائمين على جهاتنا العامة بصلاحيات واسعة لفترة شهر للعمل بدينامية كاملة ومن ثم اتخاذ ما يرونه مناسباً من قرارات تتعلق بدوام العاملين والتعامل مع المراجعين، ومنع أي تجمعات أو ازدحامات ضمن قطاع كل منهم..

كما تتطلب التشاركية بين القطاعين العام والخاص لتعزيز الإمكانات الطبية لمشافينا وتجهيز المزيد من أقسام العزل فيها لاستيعاب المزيد من المصابين وتقديم الرعاية التامة والعلاج المناسب لهم.

وأخيراً وليس آخراً التعامل بشفافية مع وسائل الإعلام الوطنية من حيث المعلومات المتعلقة بالفيروس وبحيث تتمكن من التغطية المناسبة وفق خطة محددة تساهم من خلالها في دفع الناس والجهات المعنية لتطبيق الإجراءات التي من شأنها منع انتشار الوباء أكثر من ذلك وتراجع أعداد المصابين فيه يوماً بعد يوماً.

على الملأ – هيثم يحيى محمد

 

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة