ما أكثر التساؤلات

المستشرقون ومحبو اللغة العربية يتساءلون كيف للعرب أن يفضلوا لغة أخرى غير لغتهم الجميلة؟ لماذا نبتعد عن لغتنا العربية ولم يبق لنا إلاها جامعاً ومحتوى لغات تاريخية كثيرة في منطقتنا العربية نحترمها لكنها بالمطلق لايمكن أن تكون على حساب اللغة العربية لأنها الوعاء الوحيد الذي مازلنا ننهل منه، أمة تعتز بشخصيتها العربية، فهي القاسم الوحيد المشترك بين أبناء هذه الأمة، وأي سعي للتخلي عنها أو خلخلتها يعني زيادة من التفتيت لأواصر الوحدة الوطنية والقومية.

هي لغتنا المعترف بها عالمياً وهي إحدى اللغات المعتمدة في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التابعة لها. لغتنا مقروءة ومكتوبة ومعتمدة في المحافل الدولية.مفرداتها قادرة على توصيل قضايانا بصورة صحيحة للمجتمع الدولي. تعابيرها دقيقة في التوصيف لتوضيح صور الظلم التي يتم بها التعدي على أبناء أمتنا مادياً ومعنوياً إرهابياً أو دولياً.

يحاول أعداء أمتنا الأخذ بهذه اللغة إلى قاع صفصف لرفع لغات لانريد لها الانقراض لأنها تمثل حقباً تاريخية نعتز أنها كانت مفصلاً مهماً في حياة أمتنا. رسمت حضارات تاريخ بلادنا. إلا أن الغرب والمتآمرين على سورية أرادوا استثمار هذه الهويات ليسخروها مادون الوطنية لتكون مادة لتفتيت وحدتنا ولحمتنا التي فطرنا عليها. لأنهم يدركون ماقد يغيب عن البعض من أن صراع الهويات يستنزف الجميع.

هذا مايبغونه وهو الهدف الذي يسعون إليه لتحطيم ليس فقط المجتمع الوطني الذي نفاخر بوحدته رغم مختلف الضغوطات التي اتبعها أعداؤنا وفشلوا. بل ليضربوا الاقتصاد الوطني وعرقلة الإعمار الذي نسعى للنهوض به لأجل سورية المتجددة.

كل المرتكزات التي سعوا الاستناد إليها لتحقيق مآربهم على الأرض السورية كان في غياب عروبة مصر التي أبعدوها عن الساحة الوطنية والسياسية المصرية بفعل كامب ديفيد، وأعادوا للأذهان ثم التداول فرعونية مصر، ليقتلعوا العروبة من ذهن الأجيال.

أما تركيا فكانت المطية للمؤامرة الكبرى على الأمة العربية بحجة إسلامها المعتدل، وأنها النموذج الذي يباركه الغرب لتحتذي به الأمة الإسلامية، إلا أن لوثة أردوغان بالتفاته نحو الخلافة التي يرغب باستعادتها تحقيقاً لحلمه المريض، عطل مشروعهم لينهض مشروعه البديل بعد فشله في أن يكون جزءاً من الاتحاد الأوروبي. ماجعله يتجه نحو الأرض السورية والمغرب العربي ليحط رحال جيشه في ليبيا المنهكة، سعياً للخلافة.

أما الكيان الصهيوني فهو الأداة الأقوى بالنسبة للغرب الاستعماري في المنطقة لذا كان لابد من تسخير الكيانات المصطنعة في أقصى الشرق العربي للانبطاح تجاه الكيان واختلاق المصطلحات المختلفة لتوطيد العلاقة بين هذه الكيانات لتكون الريادة في المنطقة لصالح الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين. لأنها جميعاً أدوات بيد الأميركي.

الأميركي الذي يبتسم للصين وروسيا، ويعبس في وجه إيران، أنيابه المسنونة بادية خلف ابتسامته وعبوسه، مغتاظاً من مساندتهم لسورية، إن في معركتها ضد الإرهاب صنيعته المتلونة، أو في نهوضها لاستعادة عافيتها في بناء وإعمار الداخل السوري.

لابد من يقظة وصحوة شاملة من كل أبناء الشعب السوري بمختلف مشاربهم، إلى المؤامرة الكبرى التي فشلت عسكرياً وسياسياً ويحاولون اليوم تحقيق الوجه الآخر لها فلنكن سداً مانعاً ضد تسخير الهويات، لتكون أداتهم في تحطيم الوحدة الوطنية وضرب الهوية السورية، الجامعة للتداخل الوطني الرائع، بعيداً عن أي صراع يحاول أعداء سورية تحقيقه، والتنبه لكل القوى المحلية المرتبطة بقوى إقليمية ودولية تتبادل الأدوار مستهدفة وحدتنا ولحمتنا. فهم أس الفساد الداخلي ولابد من ضربهم لحماية الوطن.

نحن صناع الحضارات المختلفة التي مرت ببلادنا، وأساس معالم الإنسانية التي فقدت في كثير من الحقب المتتالية عالمياً، وفي أغلب الدول المتآمرة على الإنسانية اليوم، لذا يحاولون تسطيح لغتنا العربية، والتخفيف من قوتها لأنها الهوية الجامعة وطنياً وقومياً للنيل من القومية العربية إن على مستوى الوطن الأكبر أو سورية الطبيعية.

فلنعلن باعتزازنا وحفاظنا على لغتنا، الجواب عن تساؤلات أحرار العالم، كيف للعرب أن يفضلوا لغة غير لغتهم. وهي السلاح الأمضى في إفشال كل مؤامرات التفتيت التي يحاول أعداؤهم إنجازها.

إضاءات- شهناز صبحي فاكوش

 

 

 

 

 

آخر الأخبار
الرئيس الشرع يلتقي بوزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل درعا: مطالبات شعبية بمحاسبة المسيئين للنبي والمحافظة على السلم الأهلي "مياه دمشق وريفها".. بحث التعاون مع منظمة الرؤيا العالمية حمص.. الوقوف على احتياجات مشاريع المياه  دمشق.. تكريم ورحلة ترفيهية لكوادر مؤسسة المياه تعزيز أداء وكفاءة الشركات التابعة لوزارة الإسكان درعا.. إنارة طريق الكراج الشرفي حتى دوار الدلّة "اللاذقية" 1450 سلة غذائية في أسبوع أهال من درعا ينددون بالعدوان الإسرائيلي على دمشق ‏الحوكمة والاستقلالية المؤسسية في لقاء ثنائي لـ "الجهاز المركزي" و"البنك الدولي" المستشار التنفيذي الخيمي يدعو لإنشاء أحزمة سلام اقتصادية على المعابر وزير المالية: محادثاتنا في واشنطن أسفرت عن نتائج مهمة وزارة الرياضة والشباب تطوي قرارات إنهاء العقود والإجازات المأجورة لعامليها طموحاتٌ إيران الإمبريالية التي أُفشلت في سوريا تكشفها وثائق السفارة السرية خبير اقتصادي لـ"الثورة": إعادة الحقوق لأصحابها يعالج أوضاع الشركات الصناعية عمال حلب يأملون إعادة إعمار المعامل المتضررة مركز التلاسيميا بدمشق ضغط في المرضى وقلة في الدم الظاهر: نستقبل أكثر من ٦٠ حالة والمركز لا يتسع لأك... استمرار حملة إزالة البسطات العشوائية في شوارع حلب الأونروا: لم تدخل أي إمدادات إلى قطاع غزة منذ أكثر من 7 أسابيع صحة حلب تتابع سير حملة لقاح الأطفال في منبج