للألقاب والبطولات المحلية وقع كبير على الأندية وجماهيرها، بيد أن للمشاركة في المسابقات القارية والدولية أثر السحر عليها، فإلى جانب الفائدة والمكاسب المادية الكبيرة التي تجنيها، ثمة أهداف أخرى تحققها كالشهرة والسمعة والانتشار، وهذه بدورها تستجلب ريوعاً مؤجلة، وتستقدم وفرة مالية تساهم في تحقيق التوازن بين الإمكانات والمتطلبات.
وتبدو أنديتنا أكثر حاجة لتلك المكتسبات المادية والمعنوية، في الوقت الذي تعاني فيه من شح الموارد وضعف مصادر التمويل، لذلك تشكل لها المشاركة في كأس الاتحاد الآسيوي جاذباً وحافزاً على تحقيق الألقاب المحلية، سواء في بطولة الدوري أو كأس الجمهورية، وقد وضع ناديا تشرين والوحدة، بطلا المسابقتين على الترتيب، هذا الأمر نصب أعينهما، واستعدا للمشاركة في النسخة الحالية من المسابقة القارية، لكن هذه المشاركة باتت في مهب الريح، بسبب خلل إداري بسيط ناتج عن تقصير في عمل اتحاد كرة القدم.
ومهما يكن من أمرهذا الخلل، فإن الخطأ أو الهفوة الإدارية لا يمكن تقسيمها إلى أخطاء صغيرة وأخرى كبيرة، لأنها تتعلق بالعمل مع اتحاد قاري يعمل بكل احترافية، ولا يتعاطى مع الأمور العملية إلا وفق روائز صارمة وركائز محددة، ولا ندري إن كان رئيس الاتحاد الآسيوي، بعد أن باتت مشاركة أنديتنا رهنا به، سيقتنع بالمبررات والذرائع، ويقرر التجاوزعن الخطأ؟!.
هذا الخلل ليس فتحاً جديداً في كرتنا، فقد سبقته أمثلة كثيرة متشابهة وغير متشابهة، ولسنا على ثقة أن يكون الأخير، وإن كنا نتطلع لذلك، فالطموح شيء والواقع شيء آخر مختلف كلياً، وثقافة العمل الإداري المحترف غائبة، كما تغيب أبسط مقومات التطور والارتقاء.
مابين السطور -مازن أبوشملة
السابق
التالي