نون الفعل

لا تُبنى الأوطان بالكلام المعسول, ولم يكن الإنجاز يوماً ما على أرض الواقع إلا بهمة الرجال, ,أبناء الفعل الذين لاينتظرون ولايطلقون الوعود التي كلما اقترب موعد تنفيذها, ألقوا بالمزيد منها على مسامع الآخرين هؤلاء لايبنون وطناً, ولا حتى خيمة من وهم ووعود خلبية.
الوطن يُبنى بهمم كل أبنائه, من الطفل إلى الجميع مهما علا المستوى,وكلما علا وارتقى كان ميزان الفعل خصباً على أرض الواقع, ونحن في سورية أشد ما نكون إلى هذا الفعل الذي يمارس البناء في مختلف المجالات, من الفكر إلى المعمل, إلى الأرض التي رويناها بدمنا, ومازالت قوافل الشهداء ترتقي في مواكب اليقين, يحاصروننا من كل الجهات التي يظنون أنها ستكون القاضية, لكن نوافذ الفعل تحطم كل حصار وتطلق الطاقات الكامنة.
من حرب السنوات العشر وما فيها,إلى ما فعله شياطين النار في المقدرات السورية, من حقول القمح إلى السنديان وشجر الزيتون, وبيارات البرتقال, حرائق الشر التي أرادوها جحيماً لنا, لكن فاتهم أننا صناع الحياة, إننا من يحيل المحنة إلى منحة, منحة للعمل والأمل.
المشهد أمس ويستمر للغد ولشهور, وربما لعام وأعوام, الوطن بين عامين, على مفرق القادم, لايضيع وقتاً, ولايندب حظاً, ولايقول: سأفعل, وانتظروا القادم, الوطن كان هناك في كل شبر ينتظر غرسة زيتون, أو سنديان, آلاف الشباب ملء القلب والعقل والعين, وبسواعد الفعل يحفرون ويغرسون, لم يملأ الصخب العالم, بل ملأ الفعل الخلاق ما بين عامين, ما بين حالين, ما بين اليوم والغد, نغرس اليوم ليكبر شجر الغد.
باسم كل طفل,وكل شهيد, وكل أم, وكل ابن لسورية, ثمة غرسة وضعتها الأيادي الحانية, وسقتها قطرات العرق والتعب قبل الماء, فكيف حين ينهل ماء السماء ؟.
قائد الوطن, في معركة الفعل والبناء, بين الجميع, سماء الكبرياء تظلله, وخضرة ما يغرسه مع أبناء الوطن رسالة الفعل قبل القول, رسالة أننا هنا جذورنا, هنا وطننا, وهذا هو السوري, لايقف على تخوم ما كان إلا ليأخذ العزيمة والقدرة على ابتكار الحلول..
مع كل شجرة سورية غرست من عقود, ثمة حكايا وقصص وآمال, تحت ظلالها تروى أساطير البطولة, هنا شجر الغار يكلل الجباه, وهناك الحور والسنديان, والتفاح, وكل ليمونة ستنجب طفلاً, ومحال أن ينتهي الليمون, لكل ألق وخضرة سورية نحن نفعل ونزرع, ونغرس شجراً وشهداء وقيما ومبادئ, وهل من وطن مسيج أكثر من وطن يكون قائده بين أبنائه يحفر ويغرس, ومعه أبناؤه من الأسرة الصغيرة إلى الأسرة السورية الكبيرة, نحن الشجر والثمر, ونحن سياج الكون كله, كره من كره, وأحب من أحب, سلام سورية من مطلع الفعل إلى نون اليقين بالنصر.

معا على الطريق – بقلم أمين التحرير- ديب علي حسن

آخر الأخبار
لقاءات ندية في دوري المؤتمر كومباني وفابريغاس.. جيل مدربين شباب يصنع مستقبل الكرة الأوروبية الحياة تعود إلى ملاعبنا بعد منتصف الشهر القادم صوت النساء في مواجهة العنف الرقمي صورةٌ ثمنها مئات آلاف الشهداء المواطن يدفع الثمن واتحاد الحرفيين يعد بالإصلاح عندما تكون المنتخبات الوطنية وسيلة وليست غاية! أولى أمطار دمشق تكشف ضعف جاهزية شبكات التصريف خبراء: "يتم حشد المكونات السورية على طاولة العاشر من آذار" العنف ضد المرأة.. جروح لا تندمل وتحدٍّ ينتظر الحلول مندوب سوريا الدائم في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية: مرحلة جديدة من التعاون واستعادة الحقوق السورية جولة المفاجآت الثقيلة في دوري أبطال أوروبا مواجهات قوية في الدوري الأوروبي الذكاء الاصطناعي التوليدي .. أنسنة رقمية أم تكامل تنموي؟ مع ولادة اتحاد الكرة الجديد كيف ترى خبراتنا الرياضية مستقبل الكرة السورية؟ فعاليات اقتصادية تطالب بتكافؤ العلاقة التجارية بين سوريا والأردن كرنفال رياضي ثقافي بذكرى التحرير بحمص كأس العرب (FIFA قطر 2025) وفرصة المشاهدة عن قرب نقص الأدوية في المشافي الحكومية.. وزارة الصحة تكشف الأسباب وتطرح خطة إصلاح لقب (حلب ست الكل) بين حمص الفداء والأهلي