هناك إجماع على تراجع أداء وزارة الكهرباء خلال هذه الفترة خاصة مع ارتفاع حدة التقنين الكهربائي في مختلف المحافظات التي تشهد امتعاضاً واضحاً من وضع الكهرباء لم يعد يخفى على أحد..
هناك ربما مبررات لدى القائمين على وزارة الكهرباء لتراجع الخدمة وارتفاع حدة التقنين الكهربائي، فالحصار الجائر مازال يساهم في منع ورود المشتقات النفطية التي تعتبر المصدر الرئيسي المشغل لمحطات التوليد التي هي أيضاً بحاجة لقطع غيار وصيانة كان من المفترض أن الشركات الأجنبية التي تم التعاقد معها على التركيب معنية بالصيانة وتوريد قطع الغيار ولكنها جميعها لم تنفذ ما عليها من التزامات بحجة العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأميركية والغرب عموماً على الشعب السوري ولكن هناك من لم يعد يقنتع بهذه المبررات خاصة وأن الوضع فيما يتعلق بالكهرباء قد تردى كثيراً مؤخراً كما أن كل هذه الظروف التي نحن بصددها موجودة منذ سنوات وليست وليدة اللحظة فما الذي حدث مؤخراً حتى تراجع واقع الكهرباء للدرجة التي نشهدها اليوم؟
في السابق كانت وزارة الكهرباء تبادر إلى تأمين التيار الكهربائي بعيداً عن التقنين في المناسبات المختلفة كالأعياد مثلاً، وبالتالي فإن هذه المبادرات كان لها أثر إيجابي لدى الجميع، وكانت تخفف من الامتعاض الموجود لدى الجميع من التقنين الكهربائي، أما اليوم فلم نعد نشهد مثل هذه المبادرات كما حدث في ليلة رأس السنة التي التزمت فيها وزارة الكهرباء ببرنامج التقنين بشكل كامل وكأنه يوم عادي، الأمر الذي أثار موجة امتعاض واسعة على صفحات التواصل الاجتماعي والتي تساءلت هل من المعقول أن الوزارة والجهات التابعة لها غير قادرة على تأمين التيار الكهربائي لليلة واحدة علماً أن الجميع قد قضى الليلة في المنزل مع تنفيذ قرار إيقاف الحفلات في مختلف المحافظات…
الجولة الأخيرة للسيد وزير الكهرباء في اللاذقية التي تعاني من برنامج تقنين جائر والساحل عموماً أيضاً كانت محط استفهام، حيث اكتفى سيادته بزيارة سريعة التقى فيها مدير الكهرباء في اللاذقية الذي قدم استقالته من المنصب ولم يوافق عليها لأسباب مجهولة علماً أن الكثير من سكان اللاذقية كانوا بانتظار لقائه لنقل معاناتهم اليومية إلا أن الفرصة لم تتح لهم ومازال الوضع على ما هو عليه…
على الملأ- بقلم أمين التحرير باسل معلا