الثورة أون لاين- راغب العطيه:
على الرغم من اقتراب موعد تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن في العشرين من هذا الشهر رئيساً للولايات المتحدة يسعى بعض الجمهوريين ممن يناصرون الرئيس المنتهية ولايته والمهزوم بالانتخابات دونالد ترامب، للاعتراض على نتائج الانتخابات في الولايات المتأرجحة التي يزعم الأخير أنها شهدت تزويراً، في خطوة منهم للتشويش على التحضيرات الواجبة لتسليم واستلام السلطة في البيت الأبيض.
ويلهث ترامب لتغيير نتيجة الانتخابات بأي طريقة، وقد قام مؤخراً بالضغط على أكبر مسؤول عن العملية الانتخابية بولاية جورجيا “لإيجاد” أصوات كافية لتحويل هزيمته في الولاية إلى فوز، وذلك طبقاً لمكالمة هاتفية مسجلة قبل يومين حصلت عليها صحيفة الواشنطن بوست، وتعد هذه المكالمة أحدث محاولة من جانب ترامب لتعزيز مزاعمه حول حصول عملية تزوير في الانتخابات أدت إلى خسارته، حيث قالت واشنطن بوست التي نشرت مقتطفات من المكالمة بين ترامب وسكرتير ولاية جورجيا الجمهوري براد رافينسبرجر واستمرت ساعة، إن ترامب راوح في حديثه مع رافينسبرجر ما بين الإطراء والاستجداء والتهديد بعواقب جنائية غامضة في محاولة لتغيير خسارته في جورجيا أمام جو بايدن.
ويتصدر هذا المسعى لتغيير نتائج الانتخابات الذي ندد به “الديمقراطيون” وبعض الجمهوريين المعتدلين، نائب الرئيس مايك بنس ومعه 11 سيناتورا جمهوريا آخرين بزعامة تيد كروز، ويحاول بنس وكروز ورفاقهما الاعتراض على نتائج تصويت المجمع الانتخابي عند عرض هذه النتائج على الكونغرس في السادس من كانون الثاني الحالي.
وبحسب المراقبين فإن هذه الخطوة التي لن تكون لها فرصة تذكر لمنع بايدن من تولي السلطة، تعد خطوة رمزية إلى حد كبير، ويرغب قادة جمهوريون آخرون في مجلس الشيوخ بتجنب نقاش مطول بخصوص نتائج الانتخابات في الكونغرس، مؤكدين أن دور المجلس في التصديق على نتائج الانتخابات تشريفي إلى حد كبير.
وقال الجمهوريون المعترضون في بيان لهم: إنهم يعتزمون التصويت لرفض نتائج الانتخابات في الولايات المتأرجحة، مضيفين أنه ينبغي للكونغرس أن يعين على الفور لجنة لإجراء مراجعة طارئة لنتائج الانتخابات بتلك الولايات خلال عشرة أيام، وأنه بمجرد استكمال المراجعة ستقيم كل ولاية نتائج اللجنة، وقد تعقد جلسة برلمانية خاصة لإقرار تغيير نتائج التصويت بها إذا لزم الأمر، دون أن يتم تحديد الولايات التي ستخضع للتدقيق المقترح.
في المقلب الآخر ندد الديمقراطيون بهذه الخطوة ووصفوها بأنها إجراء غير ديمقراطي، وقال مايكل جوين المتحدث باسم حملة بايدن إن هذه الخطوة مسرحية غير مدعومة بأي دليل، وهي حيلة لن تغير الواقع الذي يؤكد بأن الرئيس المنتخب بايدن سيؤدي اليمين في 20 كانون الثاني.
وفاز بايدن على ترامب بواقع 306 أصوات مقابل 232 صوتا في المجمع الانتخابي، وكان زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ ميتش مكونيل أقر في 15 كانون الأول المنصرم بفوز بايدن وحث رفاقه الجمهوريين على عدم اعتراض النتيجة.
بموازاة ذلك وفي سياق تصاعد حدة نزعة التطرف والعنف في المجتمع الأميركي، تعرض منزل زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل للتخريب من قبل مجهولين خلال الأيام الأولى من العام الجديد، بعد التخريب الذي طال منزل رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي.
وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن عبارات منها “أين أموالي” و”ميتش يقتل الفقراء” كتبت على باب منزل ماكونيل وإحدى نوافذه في لويزفيل بولاية كنتاكي.
ووصف ماكونيل الكتابة على الجدران بأنها “نوبة غضب متطرفة”، مضيفا “التخريب وسياسة التخويف لا مكان لهما في مجتمعنا”، وجاء هذا الحادث بعدما وضع مجهولون رأس خنزير ودما مزيفا خارج منزل بيلوسي في سان فرانسيسكو، كما تركوا كتابات على باب موقف السيارات في المنزل، وجرى استهداف ماكونيل وبيلوسي بعد نقاش حاد حول خطة لإنعاش الاقتصاد الأميركي الذي تضرر بسبب جائحة كورونا.