الثورة أون لاين – دينا الحمد:
بأي ثمن، حتى ولو كانت الحرب الأهلية في الولايات المتحدة الأميركية، يريد دونالد ترامب الاحتفاظ بكرسي البيت الأبيض، وتزوير نتائج الانتخابات، والبقاء رئيساً لأميركا، بل وحتى إن كان ذلك يخالف القوانين الأميركية والدستور الأميركي في سابقة خطيرة لم تشهدها أميركا منذ تأسيسها.
ومثل هذا الكلام ليس مصدره التنبؤات بل بات حقيقة واقعة بعد هذا الكم الهائل من تصريحاته وتصريحات مناصريه عن تزوير الديمقراطيين لنتائج الانتخابات، وبعد المواقف المتشنجة الصادرة عنه وعن فريقه والقائلة بعدم موافقتهم على مغادرة ترامب البيت الأبيض في العشرين من الشهر الحالي، وعدم تسليمهم السلطة إلى بايدن بطريقة سلمية، ولعل المضحك في الأمر أن يتم الحديث عن “تسليم للسلطة بطريقة سلمية” وكأن الواقعة في دولة إفريقية تعاني من الانقلابات العسكرية وليس في أميركا التي تتشدق بالحرية والديمقراطية ليل نهار!.
وآخر الفضائح التي تؤكد نية ترامب الاستمرار في حربه للبقاء في البيت الأبيض هو قيامه بالضغط على أكبر مسؤول عن العملية الانتخابية بولاية جورجيا لإيجاد أصوات كافية لتحويل هزيمته في الولاية إلى فوز، وذلك طبقاً لمكالمة هاتفية مسجلة قبل يومين سربتها صحيفة “واشنطن بوست”، وتعد هذه المكالمة أحدث محاولة من جانب ترامب لتعزيز مزاعمه حول حصول عملية تزوير في الانتخابات أدت إلى خسارته.
وفي تفاصيل الفضيحة المذكورة تقول “واشنطن بوست” التي نشرت مقتطفات من المكالمة بين ترامب وسكرتير ولاية جورجيا الجمهوري براد رافينسبرجر واستمرت ساعة، إن ترامب راوح في حديثه مع رافينسبرجر ما بين الإطراء والاستجداء والتهديد بعواقب جنائية غامضة في محاولة لتغيير خسارته في جورجيا أمام جو بايدن، وتابعت الصحيفة تقول بأن رافينسبرجر ومستشار مكتبه رفضا طوال المكالمة تأكيدات ترامب وأبلغا الرئيس بأنه يستند إلى نظريات المؤامرة بشأن الانتخابات التي جرت “بنزاهة ودقة” كما قالا حرفياً.
وطبقا لمقتطفات من المكالمة التي نشرتها واشنطن بوست على موقعها الالكتروني، قال ترامب مخاطباً رافينسبرجر: “مواطنو جورجيا غاضبون، والناس في البلاد غاضبون، ولا يوجد ما يمنع من القول، مثلما تعلم، إنك أعدت إحصاء الأصوات”، وتابع ترامب في المكالمة المسجلة “انظر هذا كل ما أريد منك فعله، كل ما أريده هو إيجاد 11780 صوتاً لأننا فزنا بالولاية”، وأصر على أنه “لا يمكن بأي حال” أن يكون قد خسرها، وتعد جورجيا واحدة من عدة ولايات حاسمة خسرها ترامب لصالح بايدن في انتخابات الرئاسة التي جرت مؤخراً.
قد يستغرب البعض تشبث الرئيس الأميركي البلطجي دونالد ترامب بكرسي الرئاسة، ولكن من يقرأ مواقفه خلال أربع سنوات مما جرى في أميركا وفي العالم يدرك أنه يتصرف كرئيس عصابة وليس كرئيس دولة، ولذلك ليس من المستغرب أن يفعل ذلك، فمن يخطط لاغتيال رؤساء الدول الأخرى لا غريب عليه مثل هذا الموقف، ومن يقتل مواطنيه وينشر التطرف والعنصرية ضد السود ويغزو الدول الأخرى ويتاجر بأمراض شعبه وينشر وباء كورونا ويرتكب كل الموبقات يمكن أن يفعل أكثر من هذا بكثير!!.