الثورة أون لاين – بيداء قطليش:
خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن أنه قد يكون مؤشرا قويا لتفكك دول الاتحاد الأوروبي على المدى الطويل، يبدو أنه سيهدد وحدة المملكة المتحدة نفسها، لاسيما بعد الدعوة الاسكتلندية الصريحة للانفصال عن بريطانيا، الأمر الذي دفع رئيس الوزراء بوريس جونسون للاستشعار بهذا الخطر، رافضا الرغبة الاسكتلندية بالمطلق، انطلاقا من النزعة الاستعمارية التي تحكم السياسة البريطانية منذ عقود طويلة.
وردا على مطالب إجراء استفتاء جديد على استقلال اسكتلندا، اعتبر جونسون أن الاستفتاءات يجب أن تحدث مرة واحدة فقط في عمر كل جيل، وقال في حديث لشبكة “بي بي سي” اليوم الأحد: “النقطة الوحيدة التي أود أن أوضحها هي أن الاستفتاءات، حسب تجربتي المباشرة في هذا البلد ليست أحداثا ممتعة بشكل خاص”.
رئيسة الوزراء الاسكتلندية نيكولا ستورجون كانت قد توجهت للاتحاد الأوروبي ” بالقول يوم أمس السبت: نأمل في الانضمام إليكم مرة أخرى قريبا” كدولة مستقلة بعد خروج بريطانيا الكامل من التكتل.
وكتبت على الموقع الإلكتروني لحزبها “كعضو مستقل في الاتحاد الأوروبي، ستكون اسكتلندا شريكا وبانيا للجسور”.
وتابعت: “يعتقد عدد متزايد من مواطني اسكتلندا أنه يمكن تلبية تطلعاتنا بشكل أفضل من خلال الاستمرار في المساهمة في المساعي المشتركة الوحدة التي تمثلها الاتحاد الأوروبي”، مشيرة إلى أنه بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لا يمكننا الآن القيام بذلك إلا كدولة مستقلة بحد ذاتها، وقالت: “لم نرغب في مغادرة الاتحاد الأوروبي ونأمل في أن ننضم إليكم من جديد قريبا كشريك على قدم المساواة”.
وفي وقت سابق نقلت تقارير صحفية عن ستورجون، قولها إنها تريد إجراء استفتاء ثان بشأن الاستقلال عن بريطانيا في أقرب وقت في عام 2021.
وصوّتت غالبية مريحة من الاسكتلنديين لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي خلال استفتاء بريكست 2016، ما أعطى دفعة جديدة للحركة التي تطالب بانفصال اسكتلندا عن المملكة المتحدة.
ومنذ خسارة التصويت على الاستقلال في العام 2014، تقود زعيمة الحزب الوطني الاسكتلندي ستورجون حملة الضغط من أجل تنظيم استفتاء آخر وتأمل في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي إذا تحقق حلمها.
وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة دعما ثابتا للاستقلال مع تسبب فيروس كورونا المستجد بمزيد من الخلاف بين الحكومات المفوضة ولندن.
لكن عودة اسكتلندا إلى الاتحاد الأوروبي لن تكون إجراء شكليا إذ تعاني البلاد عجزا ماليا سنويا ضخما، كذلك سيتوجب على ستورجون الحصول على موافقة جونسون للموافقة على إجراء الاستفتاء.