الثورة أون لاين – ريم صالح:
هل بقي هناك شيء من الإرهاب المأجور، أو الإجرام الممنهج، أو اللصوصية المنظمة، أو أعمال القتل والتدمير والابتزاز العلني والبلطجة المكشوفة، لم يرتكبها بعد إرهابيو تنظيم جبهة النصرة في إدلب وريفها بأمر من مشغلهم التركي؟ وماذا يمكن أن نطلق على جرائمهم هذه؟ أليست جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وبالتالي تستحق المساءلة، والمحاسبة، والقصاص؟!، ولماذا هذا الصمت الدولي المطبق حيال ما يقومون به بحق السوريين العزل؟ أم أن الإرهاب لا يغدو إرهاباً إذا صدر عن مرتزقة راعي الإرهاب العالمي ونظام الانتهازية والإبادة العثماني؟!.
صحيح أننا لا نستغرب قيام إرهابيي تنظيم جبهة النصرة بتفكيك معدات صناعية وصفائح مباني المنشآت الصناعية على طريق سراقب – إدلب، وسرقة تجهيزات عدد من المداجن في محيط قرية معارة عليا غرب سراقب ومعدات مناشر الحجارة في المنطقة، باعتبار أنهم إرهابيون مأجورون، وما عليهم إلا تنفيذ أوامر مشغلهم نظام اللص أردوغان الذي وضعهم في هذه المنطقة أصلاً لتخريبها، ونهبها، وتدمير بيوتها، وتهجير سكانها، وقتل ما أمكن منهم، وصحيح أنها ليست المرة الأولى التي يقومون بهذه الجرائم الإرهابية، باعتبار أن هذا التنظيم الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية المرتبطة بالنظام التركي سبق وقامت بفك ونهب مئات المعامل ومحطات الكهرباء في حلب وإدلب بواسطة خبراء أتراك، وتهريبها إلى داخل الأراضي التركية، إضافة إلى سرقة الممتلكات والمعدات والآليات الزراعية والمنازل بعد تهجير أصحابها، ورغم أن هذا كله صحيح إلا أنه يبقى الشيء المخيب للآمال هنا هو الموقف الدولي الذي ليس بموقف المتفرج حتى، أو العاجز مكتوف الأيدي، وإنما هو غير مبال بالأساس لكل ما يجري على الأرض السورية من إرهاب كوني منقطع النظير، وكأن كل هذا الإجرام لا يحدث في الواقع، بينما الحقيقة الماثلة للعيان والتي تتناقلها عدسات الفضائيات، والأقمار الصناعية، أن هناك ارهابيين يشنعون بالسوريين، وينهبون بيوتهم، ومعاملهم، ويدمرون ممتلكاتهم، ويجبرونهم عنوة على التهجير والترحيل لفرض واقع ديموغرافي وجغرافي على الأرض ينسجم وأهواء أولياء نعمتهم.
من منا لا يعرف من هم إرهابيو جبهة النصرة، وما هي إيديولوجيتهم التكفيرية، ومن هو مشغلهم، ولمن ولائهم، وممن يستقون أوامرهم وايعازاتهم الإرهابية؟!، ومن منا لا يعرف ماذا اقترفوا من مجازر بشعة بحق السوريين في المناطق التي احتلوها بدعم من رعاتهم الأتراك والغربيين؟!، ولمصلحة من يسرقون معامل السوريين ولمن يبيعونها؟!.
ولكن إذا كان إرهابيو هذا التنظيم قتلة مأجورين وتكفيريين مرتزقة، يبررون لأنفسهم القتل والسرقة لقاء ما يتقاضونه من مقابل مادي وبالعملات الصعبة من رئيس نظام الانتهازي التركي، فما الذي يمكن أن يبرر للمجتمع الدولي تعاميه الكلي عن جرائمهم؟!، هل تتقاضى الأسرة الأممية ثمن صمتها المطبق من سيدها الأمريكي الذي تأتمر هي الأخرى بإمرته، وتتصرف حسبما يرتأي؟!، أم أنها وصلت إلى حافة الإفلاس السياسي، والعجز الأخلاقي بحيث أن لا حول لها ولا قوة، وبناء عليه فإن قوانينها وشرائعها لا مكان لها إلا في صفحات دساتيرها ومواثيقها، ولتبقى بالمحصلة حبيسة السطور وسجينة الأدراج؟
بقي أن نقول إن الاحتلال مؤقت، وإلى زوال، وكذلك إرهابيو النصرة لن يكون لهم مكان على الخريطة السورية، والأمر منوط بعمليات حماة الديار التحريرية والتطهيرية، لتضبط ساعات النصر على مواقيت إنجازات بواسل الجيش العربي السوري في الميدان.