الثورة أون لاين – عائدة عم علي:
تشكل جرائم الاستيطان المتدرجة التي تمارسها سلطات الاحتلال جوهر الايديولوجيا الصهيونية، وهي تأخذ اليوم منحى متصاعدا بغرض الاستيلاء على المزيد من أراضي الفلسطينيين، عدا عن هدم مئات المنازل والمنشات الصناعية والزراعية، وحرب الاستيطان التي تشنها حكومة العدو الصهيوني بدعم كبير من الولايات المتحدة تعد الأداة الرئيسية للحركة الصهيونية في فرض سيطرتها السياسية بالتدريج على فلسطين التاريخية، حيث وضعت المنظمات الصهيونية لهذا الغرض الخطط طويلة الأمد للسيطرة على الأرض، وفي ظل خطوات التطبيع المتسارعة، فإن وتيرة الاستيطان تتزايد يوما بعد يوم، وفق ما تتضمنه بنود “صفقة القرن” الرامية في النهاية إلى تصفية القضية الفلسطينية، ومحاولات شرعنة الاحتلال الصهيوني.
وفي استغلال واضح للصمت الدولي عن جرائم الاستيطان، فإن حكومة الاحتلال تمعن في سياستها الإجرامية تلك، حيث أن شبح الاستيطان والتهويد بات يهدد كل المعالم العربية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتأتي مصادقة سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، على مخططات استيطانية جديدة للاستيلاء على عشرات الدونمات من أراضي بيت لحم، لتصب في خانة المخططات التوسعية التي يسعى الاختلال لتنفيذها على الأرض، بهدف فرض سياسة الأمر الواقع، وهذا من شأنه القضاء على أي فرص متبقية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. وكالة وفا نقلت عن مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجية قوله اليوم بأن سلطات الاحتلال صادقت على قرارات استيطانية تتمثل في الاستيلاء على أراضٍ في حوض (8) من موقع الشفا، ووادي الهندي في بلدة الخضر جنوبا، وحوض رقم (1) من قسيمة أم الطلع في قرية أرطاس، وحوض (4) من موقع وعر أبو مهر والعقبان، وحوض (5) من موقع المروج في قرية التعامرة شرقا.
وأشار بريجية إلى أن إصدار مثل هذه المخططات الاستيطانية تؤكد حقيقة أن حكومة الاحتلال تذلل العقبات أمام المستوطنين، لتسهيل الاستيلاء على أراضي المواطنين.
على التوازي جرفت قوات الاحتلال مساحات واسعة من أراضي خلة حسان غرب سلفيت، وفق ما ذكرته وكالة وفا التي أشارت إلى أن قوات الاحتلال أغلقت الطرق المؤدية لـ”خلة حسان” ، وبدأت بتجريف مساحات واسعة من الأراضي المشجرة بالزيتون والعنب، تعود ملكيتها لورثة سليم الخليل من بلدة بديا.
و خلة حسان مساحتها (4 آلاف دونم)، وتعتبر منذ عام 1983 نقطة ساخنة وتشهد محاولات توسع استيطانية محمومة، حتى إن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان تولي أهمية بالغة لما يجري فيها من محاولات تزوير وتسريب، الهدف منها إنشاء بؤرة استيطانية كمقدمة لإنشاء مدينة استيطانية كبيرة، تفصل محافظتي سلفيت وقلقيلية، وتسيطر على آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية الخصبة للمواطنين في خمس قرى وبلدات، هي: بديا، وقراوة بني حسان، وسنيريا، وكفر ثلث، ودير استيا.
وفي إطار الجرائم الصهيونية المتواصلة بحق الأسرى الفلسطينيين، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن سلطات الاحتلال تحتجز 36 أسيرة داخل ما يسمى معتقل “الدامون”، بظروف قاسية.
وأوضحت الهيئة في بيان صحفي اليوم الأحد، أن من بين الأسيرات المحتجزات 24 أسيرة محكومة بأحكام متفاوتة، يصل أعلاها إلى 16 عاما و9 أسيرات موقوفات، و3 أسيرات قيد الاعتقال الإداري.
وأضافت أن من بين المعتقلات من تعاني من أوضاع صحية صعبة للغاية، كحالة الأسيرة إسراء جعابيص المصابة بحروق وبحاجة لعدة عمليات، وأمل طقاطقة المصابة بخمس رصاصات وبحاجة لإجراء عملية لإزالة البلاتين من ساقها، وإيمان أعور، التي تعاني من كتل سرطانية في الأوتار الصوتية، وروان أبو زيادة التي تعاني من أوجاع في الرقبة والمعدة، ونسرين أبو كميل وتشتكي من مرض الضغط والسكري والتهاب بأصابع القدمين، وجميعهن بحاجة لمتابعة طبية حثيثة ومتخصصة لحالاتهن.