الثورة أون لاين – ترجمة ليندا سكوتي:
يبدو أن “الموافقة” ستصبح عنواناً رئيساً لعام 2021، إذ ينبغي على الشعب البريطاني الامتثال للقيود المفروضة، دون إغفال أخذ اللقاح، أما اسكتلندا التي وافقت على الانضواء تحت مظلة المملكة المتحدة عام 2014، فثمة احتمال بالتراجع عن تلك الموافقة عام 2021، وعندها، سيقول بوريس جونسون بأنه حاز على تأييدنا لتجاوز “مطبات الطريق” الناجمة عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولماذا سيقول تلك العبارة؟ لأنه جرى استفتاء بهذا الشأن قبل سنوات خمس، لذلك ينبغي على الأحزاب المعارضة اتخاذ قرار ما إذا كانت ستعمل جنباً إلى جنب بغية إجراء تغيير في النظام الانتخابي البريطاني باسم الديمقراطية.
يجري في الوقت الراهن توزيع اللقاح، وثمة احتمال بعودة الحياة إلى طبيعتها، بعد مضي سنة كاملة من العزلة، والشلل الاقتصادي، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه حالياً، كم من الأشخاص سيلقون حتفهم قبل أن يصار إلى تطعيم الضعفاء؟ ولكي يبقى هذا الرقم محدوداً، فإنه يجب أن يمتثل الشعب للقيود المفروضة على شكل وضع الكمامة، والتباعد المكاني.
لقد تسببت هذه الحكومة بأعلى نسبة وفيات في أوروبا، بإعلانها أنه لا بأس بالمصافحة، دون إيلاء اكتراث لعمليات الاختبار، وتتبع حالات المصابين، ولم ينجم فرض القيود من إيمان راسخ لدى الحكومة بضرورته، بل جاء نتيجة رغبتها بحماية دول الجوار، واستمرار أعمالنا التجارية.
شهدنا في العام المنصرم دولاً أخذ شكل تعافيها الاقتصادي حرف V، وبمجرد القضاء على الفيروس، ستعود الأعمال التجارية إلى طبيعتها، ولكن خلافا للمملكة المتحدة لم تعمد تلك الدول إلى فرض حواجز تجارية مع شركائها التجاريين الرئيسيين، لذلك نرى بأن الأعمال التجارية عقب تناول اللقاحات ستتضرر على نحو ملحوظ نتيجة بريكست، وعندها سيتذرع بوريس جونسون بأن الشعب صوت على خروج بريطانيا، وإزاء ذلك عليك أن تتصور أنك عضو في الحزب الديمقراطي الاتحادي، وإنك واحد من 52% الذين صوتوا لصالح بريكست، غير أنك تؤمن ببقاء إيرلندا الشمالية جزءاً من المملكة، ومن ثم سمعت بوريس يقول جونسون أنك منحت صوتك لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي يجعل إيرلندا تعتمد على سوق واحدة فقط، في الحين الذي بإمكان بريطانيا العظمى أن تبحر بعيداً.
وفي الواقع، فإن أيا كان حجم الضرر الذي سيتسبب به بريكست هذا العام، لن يحظى بتأييد الشعب، ففي الانتخابات التي سبقت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، صوت 52% لأحزاب أيدت إجراء استفتاء ثانٍ، وفي هذه الأثناء وقع جونسون على اتفاقية تتألف من 1200 صفحة اطلع عليها أعضاء البرلمان المنتخبين قبل 48 ساعة فقط من إعلان الموافقة عليها أو رفضها، الأمر الذي دفع بحزب العمال لقبولها، والجدير بالقول أن ممارسة الضغوط على شخص للقبول بخيارين أحلاهما مر، لا يعني أنك حصلت على موافقته، ولاسيما أن حزب العمال تجرع مذاق ما يعني أن يعيش الشعب تحت نظام حزبين.
فاز حزب المحافظين بنسبة 44% في التصويت، فحصل على 56 % من المقاعد، بينما فاز حزب العمال بنسبة 32% في التصويت، فلم يحصل إلا على 31 % من المقاعد فقط، لذلك كانت أصوات المحافظين أكثر، علماً بأننا نعيش في دولة تدعي الديمقراطية، إذ لو تم فرز الأصوات بالتساوي لكان غالبية النواب من أحزاب مؤيدة لإجراء استفتاء ثاني، وبعبارة أخرى، أنه لو جرى ذلك لكنا في الاتحاد الأوروبي الآن.
لكن إجراء إصلاح انتخابي، يتطلب فوز حزب العمال في ظل النظام الحالي أولاً، ومن ثم اتخاذ موقف محايد بالنسبة لبريكست في الوقت الراهن، والعمل على منح المزيد من الأصوات للحزب الديمقراطي الليبرالي وحزب الخضر، لأن الاتفاق الانتخابي أمر في غاية الضرورة، في حال رغبت الأحزاب المعارضة الفوز في انتخابات عام 2024، ولتحقيق ذلك يجب على حزب العمال الأخذ بنظام التمثيل النسبي، وبذلك سيعلم ناخبو حزب الديمقراطيين الأحرار وحزب الخضر أنه بإمكانهم التصويت لحزب العمال عام 2024.
علاوة على ذلك، إذا استمرت الغالبية في التصويت على الأحزاب التقدمية الاجتماعية، كما جرى عام 2017 و2019، بإمكاننا تقديم المساعدة لحركة “حياة السود مهمة” Black Lives Matter”، ولكن لتحقيق ذلك الواقع يجب توفير المساعدة للحزب الوطني الأسكتلندي لأن حزب العمال ليس له من تأثير في اسكتلندا.
جاءت موافقة 55% من الشعب الأسكتلندي على البقاء في ظل المملكة المتحدة في أعقاب ما ذكره ديفيد كاميرون من أنها الأسلوب الأفضل للبقاء تحت راية الاتحاد الأوروبي، علما أن اسكتلندا صوتت لصالح البقاء كدولة أوروبية مرتين وليس مرة واحدة.
بعد ذلك طرح أعضاء البرلمان الأسكتلندي هذا الموضوع، وقوبلوا برد مفاده: إنكم منحتم أصواتكم للبقاء ضمن المملكة، والمملكة صوتت للخروج من الاتحاد الأوروبي، ويعلم الجميع بأن موافقة اسكتلندا قد جرى انتهاكها، لذلك فإن لهم الحق في إعادة النظر بتلك القضية.
لقد خسر بوريس جونسون تأييد الشعب بشأن كوفيد، كما فقد تأييد اسكتلندا، ولم يحظ بتأييد البريطانيين بشأن اتفاقية بريكست، فسياساته في المجالات الثلاث ألحقت الضرر بالشعب البريطاني، وباتت القضية بيد أحزاب المعارضة للعمل معاً على إصلاح الوضع القائم، ومع عودة البلاد إلى وضعها الطبيعي، إثر القضاء على كورونا، يجب على كير ستارمير الإثبات بأن حزب العمال بات تحت قيادة جديدة، وتخلى عن سياساته الحزبية البالية، وفي حال أقدم على ذلك، سنحظى بموافقة الشعب على سياساتنا، وسيكون لبلادنا مستقبل مشرق مع تحقيق التصويت التقدمي، وإن لم يقدم ستامير على تلك الخطوة، فسيكون جزءاً من المشكلة الراهنة.
المصدر: ذي إندبندنت