الثورة أون لاين – سامر البوظة:
الإرهاب الذي أنتجته الاستخبارات الأميركية ورعته ودعمته, يعود إلى الواجهة مجدداً ليستهدف المواطنين السوريين الآمنين، وهو رسالة تؤكد من خلالها الإدارة الأميركية على نهجها العدواني تجاه سورية وشعبها بعد فشل مشروعها الاستعماري التوسعي على الأرض, فهذا النهج أصبح سمة بارزة تميز السياسات الأميركية المتعاقبة, للضغط على الحكومة السورية ومحاولة إملاء الشروط عليها بعد ما عجزت عن تحقيق ذلك في الميدان, وذلك من خلال عمليات الترهيب والقتل التي تقوم بها بين الحين والآخر عبر بقايا خلايا أدواتها الإجرامية والمتمثلة بتنظيم “داعش” الإرهابي, لاسيما في المناطق المتاخمة للبادية والطرق والتجمعات السكانية المتفرقة.
والاعتداء الأخير الذي نفذته بالأمس التنظيمات الإرهابية والذي استهدف صهاريج لنقل المحروقات وعدداً من الحافلات السياحية على طريق إثريا سلمية, وذهب ضحيته تسعة شهداء مدنيين وأربعة مصابين, وقبله الاعتداء الإرهابي الذي نفذته تلك التنظيمات واستهدفت من خلاله حافلة لنقل الركاب في منطقة كباجب على الطريق بين تدمر ودير الزور واستشهد فيه 25 مواطنا وأصيب 13 آخرين, لم يخرج عن تلك السياسات العدوانية والإرهابية التي تنتهجها الولايات المتحدة ضد سورية وشعبها منذ بداية الحرب الظالمة عليها.
فمن الواضح أن الولايات المتحدة وإدارتها المجرمة تريد من خلال سياستها العدوانية تلك, مواصلة استثمارها بالإرهاب عبر الإبقاء على تلك الخلايا المجرمة كذريعة تبرر وجودها غير الشرعي ولتستخدمها كلما اقتضت الضرورة لتحقيق أهدافها الدنيئة, فهي تحاول من خلال تلك الاعتداءات أن تعيد إحياء تنظيم “داعش” الإرهابي, وتعويم جرائمه كذريعة لإطالة أمد وجودها الاحتلالي.
السياسات الأميركية تلك باتت مكشوفة ومفضوحة, ولم تعد تنطلي على أحد, والكل بات يعرف من أوجد تلك التنظيمات الإرهابية ومن يدعمها ويحميها, وما الهدف من الإبقاء عليها, وهي في نفس الوقت رسالة مفادها أن السياسة الأميركية تجاه سورية خصوصا والمنطقة عموما، مستمرة ولن تتغير مع قدوم الرئيس الجديد جو بايدن, بل على العكس تماما, ربما يسبق سلفه ترامب بخطوات خاصة لجهة إعادة هيكلة تلك التنظيمات التكفيرية ولاسيما “داعش” الذي أنشأته إدارة الرئيس الأسبق أوباما, وكان حينها بايدن نائبا له, ما يعني أننا خلال المرحلة القادمة ربما سنشهد اعتداءات إرهابية مماثلة خاصة مع إعادة تنظيم “داعش” للواجهة للاستثمار بجرائمه, وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن هذا السيناريو معد سلفا ومتفق عليه بين السلف والخلف, أي ترامب وبايدن، على الرغم من المسرحيات الهزلية التي قام بها الاثنان خلال حملتهما الانتخابية والتي كان يدعي من خلالها كل طرف معارضته لسياسات الآخر, ولطالما أثبتت السياسات والاستراتيجيات الأميركية العدوانية القائمة على المصالح أنها ثابتة ولا تتغير مع تغير الأشخاص.
لذلك ستسعى إدارة بايدن للإبقاء على ورقة “داعش” كذريعة لبقائها المحتل وغير الشرعي للأراضي السورية ونهب خيراتها ومقدراتها, وهذا باعترافهم, ولتبرر أيضا انخراط الولايات المتحدة في تلك الحرب القذرة التي شنت على سورية ولاتزال, وكما أسلفنا فإن القضاء على هذا التنظيم الإرهابي يلغي تلك المبررات والذرائع لكي تستكمل مشاريعها ومخططاتها العدوانية التي عجزت عن تحقيقها طوال سنوات الحرب, خدمة للمشروع الصهيوني التوسعي في المنطقة, وذلك عبر إضعاف محور المقاومة وعلى رأسه سورية, لتحقيق أجنداته الاستعمارية والسيطرة على المنطقة برمتها وإخضاعها.
بالمحصلة مهما فعلت الإدارة الأميركية وأدواتها الإرهابية فإنها لن تجني إلا الخيبة والذل, ولن تصل إلى ما تريد ولن تستطيع تحييدنا عن موقفنا وثباتنا ولن تثني عزيمتنا وإيماننا بالنصر, والجيش العربي السوري ماض على عهده في تحرير كل شبر من أرضنا المقدسة من دنس كل إرهابي مجرم ومن كل غاز محتل مهما بلغت التضحيات.