وسائل الإعلام الأميركية.. وهاجس تشويه سمعة الصين

الثورة أون لاين- ترجمة ميساء وسوف:
شهد العام المنصرم 2020 الخلل الكبير في النظام السياسي والاجتماعي للولايات المتحدة الذي يعاني من فيروسين على الأقل، الأول هو فيروس كورونا المستجد، والثاني هو المرض المزمن الشديد في المجتمع الأمريكي ألا وهو العنصرية.
لسوء الحظ تركت “وول ستريت جورنال” هذين التحديين الجسيمين خلفها متجاهلة آثارهما السلبية على المجتمع الأمريكي، حيث نشرت مقالاً مطولاً لانتقاد الصين في اليوم الأخير من العام، زاعمة أن “بكين تصعُد حملة الاندماج العرقي”.
وبالطبع هي نفس الصحيفة التي نشرت عنواناً لافتاً للغاية على موقعها على الإنترنت في شباط الماضي، قائلة” إن الصين هي الرجل المريض الحقيقي في آسيا”، حسب زعمها.
حيث قامت الصحيفة باتهام بكين بالضغط من أجل الاستيعاب العرقي، والقصة في الحقيقة ليست سوى مجموعة افتراءات وادعاءات لا أساس لها من الصحة كررتها وسائل الإعلام الغربية مراراً وتكراراً، فقد زعمت “وول ستريت جورنال ” أن الحكومة الصينية تطبق نظام “رقابة بوليسية عالية التقنية” “لمراقبة الأقليات السكانية في البلاد، علاوة على ذلك اتهمت لائحة صينية جديدة في منغوليا الداخلية – تشجع تعليم لغة الماندرين – مدّعية أنها محاولة “لمحو” اللغة المنغولية المحلية.
ليس مستغرباً أن تتجاهل “وول ستريت جورنال” عن عمد جهود الحكومة الصينية الجادة لاستئصال الإرهاب في إقليم شينجيانغ ، ولن تعترف أبداً بأن مرافق “الاحتجاز الجماعي”، التي يزعمون بأنها معتقلات، هي في الواقع مؤسسات ومدارس للتعليم المهني والتدريب الوظيفي، وأنه على مر السنين تم اتخاذ خطوات في المنطقة لمساعدة السكان المحليين على تعلم اللغات ودراسة القوانين واكتساب المهارات حتى يتمكن السكان المحليون من الابتعاد عن تأثير التطرف الديني والعودة إلى حياة كريمة.
اليوم، لم تشهد شينجيانغ إحساساً متزايداً بالأمن والاستقرار بين سكانها فقط، وإنما ارتفع معدل التوظيف المحلي في هذا الإقليم بشكل كبير، كما أن الفجوة بين الأغنياء والفقراء أصبحت ضيقة جداُ في هذه المنطقة في الآونة الأخيرة.
ومن ناحية أخرى، فإن “وول ستريت جورنال” لم تناقش أن تركيب مرافق المراقبة العامة هي ممارسة شائعة من قبل الحكومات في جميع أنحاء العالم للحفاظ على الأمن والاستقرار الاجتماعي، حيث تُظهر البيانات الرسمية أنه في وقت مبكر من عام 2010، كان هناك 4.2 ملايين كاميرا مراقبة في بريطانيا، وهو ما يمثل 25 في المائة من الإجمالي العالمي، كما تم إطلاق أنظمة مراقبة على مستوى المدن في جميع أنحاء الولايات الأمريكية تستهدف المشاة والمركبات، وفي العديد من تقارير وسائل الإعلام الأمريكية، فإن نفس التسهيلات لها ما يبررها لتحسين الأمن العام وجعل الشوارع أكثر أماناً في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، لكنها غير مبررة في الصين، والتي حسب زعمهم، تُستخدم للسيطرة على الأقليات العرقية وتشجيع الاستيعاب، أليست معاييرهم المزدوجة شديدة الوضوح؟.
كما أن صحيفة “وول ستريت جورنال” تتجنب عمداُ حقيقة أن بكين لم تجبر الطلاب في منغوليا الداخلية على التخلي عن اللغة المنغولية على الإطلاق، لقد غضت الطرف عن حقيقة أن اللوائح المحلية الجديدة لم تغير نظامها التعليمي ثنائي اللغة، ولم تقر الصحيفة أبداً بأن تعلم بوتونغهوا يمكن أن يعزز فرص الطلاب المحليين للحصول على مزيد من التعليم، وتعزيز التواصل مع القبائل الأخرى في البلاد وتحسين فرص عملهم، كما سيلاحظ أي شخص زار شينجيانغ أو التيبت مؤخراً عدم وجود أي هجمات إرهابية أو عمليات قتل سرية أو أي تدهور اقتصادي في أي مكان على الإطلاق.
لسنوات عديدة كانت الأقليات العرقية الصينية تتمتع بسياسات تفضيلية في الولادة والتعليم، كما أخذت مستويات معيشة السكان المحليين بالارتفاع باستمرار، وبالتالي فقد أصبحت المقاطعات العرقية البعيدة عن الصين مناطق مزدهرة.
على النقيض من ذلك، في الولايات المتحدة أدت مأساة جورج فلويد، وهو رجل أمريكي من أصل أفريقي توفي في أيار الماضي بعد أن خنقه ضابط شرطة أبيض بركبته على الأرض، إلى اندلاع احتجاجات عنيفة ضد العنصرية الشرسة في جميع أنحاء البلاد، ويرى العالم كله بوضوح أنه في الولايات المتحدة لايزال لون البشرة يلعب دوراً حيوياً في تحديد مصير المواطن الأمريكي، وعلى مر السنين لم يكن هناك تحسن جوهري للشعب الأمريكي الملون، ويتم انتهاك حقوق الإنسان الأساسية للأقليات في الولايات المتحدة بشكل دائم، وقد ذكرت مجلة نيتشر العلمية الأمريكية في حزيران أن “الرجال السود أكثر عرضة بمقدار 2.5 مرة من الرجال البيض للقتل على أيدي الشرطة خلال حياتهم”.
والأسوأ من ذلك، أن مبادرة العدالة المتساوية، وهي منظمة غير ربحية مقرها الولايات المتحدة ، وجدت ذات مرة أن “الرجال السود أكثر عرضة ب 21 مرة للقتل من أقرانهم البيض على أيدي الشرطة” في الولايات المتحدة، كما أنه وبسبب التمييز العنصري، فإن الأقليات الأمريكية لا يحق لها أن تشغل الوظائف، حيث تشير التقارير إلى أن معدل بطالة الأمريكيين من أصل أفريقي يبلغ ضعف معدل البطالة بين البيض، وغالباً ما يُرى الأشخاص الملونون في ملاجئ المشردين في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

ومع ذلك فإن وسائل الإعلام الأمريكية مثل “وول ستريت جورنال” غافلة تماماً وتتجاهل الوضع السيئ للأقليات الأمريكية، إنه لأمر مخز أن تقوم باختلاق قصة طويلة لتشويه صورة الصين، وهي الدولة التي استطاعت أن تحرز تقدماً ملحوظاُ في التعايش العرقي والوحدة والنمو والازدهار المشترك.
المصدر Global Times

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة