الثورة أون لاين – بيداء قطليش :
في الوقت الذي تتطلع فيه أنظار العالم إلى الوصول للقاح للوقاية من شبح فيروس كورونا ، عاد الفيروس في موجته الثانية ليضرب من جديد عدداً من الدول الأوروبية وأمريكا ، في ظل عجز الدول الأوروبية عن مكافحة الفيروس ، وغياب المنظومة الصحية ، وعدم قدرتها على احتواء انتشار الفيروس الذي يحصد يومياً المئات من الأرواح .
عودة كورونا بسلالته الجديدة زاد من تنامي القلق في أوروبا ودول العالم ، الأمر الذي دفع العديد من الدول باتجاه تشديد الإجراءات الاحترازية وفرض عقوبات على غير الملتزمين ، لكي لا تتجه إلى الإغلاق التام مثلما حدث في آذار الماضي .
رئيس الوزراء البريطاني أعلن في هذا السياق فرض الإغلاق مجدداً في كل أنحاء إنكلترا بدءاً من فجر الأربعاء حتى منتصف شباط ، فيما ستغلق المدارس اعتباراً من اليوم لمكافحة تسارع انتشار الفيروس المتحول الجديد .
وتعتبر بريطانيا التي سجلت حتى الآن أكثر من 75 ألف وفاة ، من أكثر دول أوروبا تضرراً من الوباء ، وتفاقم الوضع فيها مع تفشي السلالة الجديدة من الفيروس ، ما أدى إلى ارتفاع وتيرة الإصابات إلى أكثر من خمسين ألف حالة جديدة في اليوم وصولاً إلى حوالى 59 ألف حالة الاثنين .
أما اسكتلندا في شمال بريطانيا ، فتبدأ اليوم يومها الأول من العزل التام مع إغلاق المدارس أيضا ، بعدما بادرت إيرلندا الشمالية وويلز إلى فرض ثالث إغلاق فور انتهاء عيد الميلاد .
في موازاة ذلك ، تواصل بريطانيا حملة التلقيح بشكل مكثف مع بدء استخدام اللقاح الذي طورته مختبرات أسترازينيكا البريطانية مع جامعة أكسفورد .
وفيما تلقى أكثر من مليون شخص في بريطانيا حتى الآن لقاح فايرز/بايونتيك منذ بدء حملة التلقيح مطلع كانون الأول ، طلبت السلطات البريطانية مئة مليون جرعة من اللقاح وهو أقل كلفة وتخزينه أسهل ، ما يجعله ملائما أكثر لحملة تلقيح واسعة النطاق .
وباتت المكسيك الاثنين رابع دولة تصادق على استخدام هذا اللقاح بعد بريطانيا والأرجنتين والهند ، وتوصّلت الحكومة المكسيكية إلى اتّفاق مع كلّ من المنظمة الخيرية التابعة للملياردير المكسيكي كارلوس سليم ومختبر أسترازينيكا وجامعة أكسفورد لإنتاج اللّقاح في أراضيها وفي الأرجنتين ، وتوزيعه بصورة غير ربحية في دول أميركا اللاتينية باستثناء البرازيل .
أما ألمانيا التي من المتوقع أن تمدد القيود المفروضة على التنقلات إلى ما بعد 10 من كانون الثاني ، من المقرر أن تتخذ المستشارة أنغيلا ميركل والولايات الـ 16 قراراً بهذا الصدد خلال مؤتمر عبر الفيديو اليوم الثلاثاء ، ومن المرجح أن توافق فيه معظم الولايات على تمديد التدابير حتى نهاية الشهر .
وكانت ألمانيا تعتبر قدوة في أوروبا في احتواء الفيروس ، خلافاً لبريطانيا ، غير أنها تعاني بشدة من تفشي الموجة الثانية خصوصاً في شمالها ، وتخطت حصيلتها للمرة الأولى ألف وفاة يومية في 30 كانون الأول فيما ارتفع عدد الإصابات الإجمالية إلى أكثر من 34 ألف وفاة من أصل حوالى 1775 إصابة منذ بدء انتشار الوباء .
ولم تتمكن ميركل التي لا تزال تحظى بشعبية كبيرة قبل أقل من عام من مغادرتها المستشارية ، من فرض تدابير أكثر صرامة في مطلع الخريف على الولايات المتخوفة من تراجع النشاط الاقتصادي ، وباتت إدارة الموجة الثانية تثير انتقادات في الإعلام ووصفتها صحيفة “دي فيلت” بأنها “فشل كبير” .
وأيا كان الوضع في ألمانيا ، فهو لا يقارن بفرنسا حيث اقتصرت حملة التلقيح حتى الأول من كانون الثاني على 516 شخصاً فقط من المقيمين في دور المسنين ، بحسب وزارة الصحة ، ما أثار انتقادات لاذعة من المعارضة .
وتحت ضغوط شديدة من الرئيس إيمانويل ماكرون ، وعدت الحكومة الاثنين بتكثيف عمليات التلقيح بشكل سريع على أن تشمل جميع مقدمي الرعاية الصحية المعرضين للإصابة ، وليس فقط المقيمون في دور المسنين .
كذلك قررت هولندا تقديم حملة التلقيح يومين لتبدأ الأربعاء في آخر بلد من الاتحاد الأوروبي يباشر تحصين مواطنيه .
وتسبب فيروس كورونا المستجد بوفاة 1,843,631 شخصاً في العالم من أصل أكثر من 85,051,970 إصابة ، منذ ظهور الوباء في الصين في نهاية كانون الأول 2019