علاء الدين كوكش.. مؤسس الدراما الجميلة

 الثورة أون ﻻين – آنا عزيز الخضر:

علاء الدين كوكش أحد أبرز الشخصيات الفنية، التي امتلكت التألق في عالم الإخراح كما هو في فنون ثقافية أخرى، فكان التأليف والأدب والتمثيل.. وقد خلق بأسلوبه المتفرد عالماً بحد ذاته في دنيا الدراما الجميلة، والتي تعنى بالهموم الإنسانية وقضايا الواقع، فأعماله المتميزة والنوعية ساهمت في التأسيس لدراما سورية واسعة الانتشار على مستوى الوطن العربي، وهي أعمال حاضرة في الأذهان، ولها جماهيرتها الواسعة.. فهل هناك من ينسى أسعد الوراق، أو حارة القصر ،أو حي المزار، رأس غليص، القربان، حكايا الليل والنهار.. ربيع بﻻ زهور، وغيرها الكثير من الإبداعات الخالدة، والتي امتدت على مدى عقود وسنوات طويلة، أتحف بها المشهد الدرامي السوري بأميز الأعمال والتجارب، حيث تحدث عنها من شاركه بتجاربه.. عدا عن تعامله الإنساني الراقي، الذي ترك بصمته الخاصة لدى كل من عرف الفنان، كما أكدت شهادة كل من مر في حياة علاء الدين كوكش، فقد كان متميزاً إنسانياً ومهنياً وفنياً.. مثلما أكد الكاتب (علي القيم) في حديثه عن المخرج علاء الدين كوكش قائﻻً: المخرج والفنان الكبير الراحل علاء الدين كوكش،كان علامة مميزة في مسير الفن السوري.
لقد قدم خلال مسيرته الحافلة بالعطاء والإبداع، مجموعة كبيرة من الأعمال والمسلسلات التلفزيونية، التي تركت بصمتها، وكانت بمثابة انعطاف في تطور الأعمال وانتشارها في الوطن العربي، مثل: حارة القصر، أسعد الوراق، رأس غليص، أولاد بلدي، وغيرها..
لقد كانت تربطني بالراحل الكبير علاء الدين كوكش صداقة جيدة وقد توطدت من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وحواراتنا المستمرة، وأقول إنه كان وفياً وأصيلاً وفناناً وأديباً نفتخر ونعتز به وبمسيرته الحافلة بكل ما هو جميل وممتع ومفيد، وقد حلق عالياً في الكثير من الأعمال الدرامية التي أخرجها وكان له مساهمة فعالة في شهرة الكثير من الفنانين الذين شاركوا في مسلسلاته وأعماله الراسخة في الذاكرة..
رحم الله فناننا الكبير، واسكنه فسيح جناته.. أهم ما يميز أعمال علاء الدين كوكش، الواقعية، وحرصه على إبراز العادات والتقاليد السورية بأسلوب ممتع وشيق، وبطريقة قريبة من الإرث الثقافي الشعبي… أما الكاتب عماد ياسين قال:
شيخ المخرجين السوريين الأستاذ علاء الدين كوكش.. صاحب الفكر التقدمي النظيف.. صاحب العشرات من المسلسلات التلفزيونية.. أهمها.. (أسعد الوراق ج1.. دليلة والزيبق.. الأميرة الخضراء.. الأميرة الشماء.. الهراس.. الرجل س.. أهل الراية.. حكايا الليل والنهار) وكان لي شرف التعاون معه كاتباً لأفكار الراحل الكبير محمد الماغوط مع الزميلة كوليت بهنا من خلال مسلسل( حكايا الليل والنهار ) وكان لي الشرف أيضاً أن أقف أمام كاميرته ممثلاً في إحدى حلقات العمل حملت عنوان (صحفي عالوحدة ونص ).. شاهدناه أيضاً ممثلاً مهماً في الفيلم الايراني (المتبقي) المأخوذ عن رواية لغسان كنفاني… وأيضاً هو كاتب مسرحي. قرأت له أكثر من مسرحية… علاء كوكش فنان متكامل .. مخرج ممثل كاتب… والأهم أنه مثقف ويحمل فكراً نظيفاً
كما تحدثت الفنانة الممثلة ناديا حمزة فقالت:
تجربتي بالعمل مع المرحوم الأستاذ علاء الدين كوكش في مسلسل ربيع بلا زهور ،كانت أكثر من رائعة. الأستاذ علاء كان يهتم بكل التفاصيل للشخصية، التي يلعبها الممثل وأيضاً بالفضاء الذي يؤدي فيه الممثل. فكان يخلق أجواء دافئة للعمل، وكأننا عائلة فعلاً، ويُعطي الأولوية للممثلين، كي نشعر بالأمان، ونستطيع التركيز على الدور بهدوء ودون أي تشتت، بالإضافة إلى إعطائه لنا كممثلين مساحة إبداع واسعة لا مثيل لها، فكنت أشعر أثناء الدور أني بالفعل أعيش بعالم الشخصية، وأنسى الكاميرات نهائياً، وطريقة قيادته للممثل، كانت مميزة جداً وخاصة، لا أستطيع إلا أن أقول إنها مدرسة الأستاذ علاء بإدارة أداء الممثل. فأسلوبه الهادئ وكيف يُوجّه الممثل وملاحظاته الواضحة جداً، كانت تُلهم الممثل بأن يعطي أفضل أداء عنده، وأن يعيش باللحظة في الدور، والمشهد. تعلّمتُ منه الكثير.
أيضاً قبل التصوير، كان الأستاذ علاء يهتم بكل التفاصيل كتحديد الأزياء لكل مشهد، و كذلك تخصيص مدرِّب للهجة الحلبية، حيث تسنَّى لي أن أتدرب على اللهجة الحلبية بإشراف مدرب اللهجة في بناء الإذاعة و التلفزيون بدمشق و قبل السفر إلى حلب للتصوير.
عِشق الأستاذ علاء للإخراج والعمل مع الجميع بموقع التصوير من فنيين و فنانين، كان واضحاً جداً. إنه الإنسان النبيل والمخرج العملاق، الذي كان دوماً في قمة التواضع والرُّقي، ودائماً يشجع ويدعم المواهب الجديدة.. فكان لى شرف الوقوف أمام عدسته التلفزيونية المتميزة، لن أنسى كيف شرّفنا وكان من أول الحاضرين لدعمي في ليلة عرض أفلامي في دمشق، متابعاً من الصف الأول بكل اهتمام و تحفيز.
بصراحة ﻻ أوفيه حقه مهما تحدثت، فلا يكفي للتعبير عن إنسانيته ومقامه العالي وقامته العملاقة وتاريخه الحافل.

آخر الأخبار
خطوة "الخارجية" بداية لمرحلة تعافي الدبلوماسية السورية  الشرع يترأس الاجتماع الأول للحكومة.. جولة أفق للأولويات والخطط المستقبلية تشليك: الرئيس الشرع سيزور تركيا في الـ11 الجاري ويشارك في منتدى أنطاليا بعد قرارات ترامب.. الجنيه المصري يتراجع إلى أدنى مستوياته الأمم المتحدة تحذر من انعدام الأمن الغذائي في سوريا.. وخبير لـ" الثورة": الكلام غير دقيق The Hill: إدارة ترامب منقسمة حول الوجود العسكري الروسي في سوريا أهالٍ من حيي الأشرفيّة والشّيخ مقصود: الاتفاق منطلق لبناء الإنسان تحت راية الوطن نقل دمشق تستأنف عملها.. تحسينات في الإجراءات والتقنيات وتبسيط الإجراءات وتخفيض الرسوم نظراً للإقبال.. "أسواق الخير" باللاذقية تستمر بعروضها "التوعية وتمكين الذات" خطوة نحو حياة أفضل للسّيدات تساؤلات بالجملة حول فرض الرسوم الجمركية الأمريكية الخوذ البيضاء: 453 منطقة ملوثة بمخلّفات خطرة في سوريا تراكم القمامة في حي الوحدة بجرمانا يثير المخاوف من الأمراض والأوبئة رئيس وزراء ماليزيا يهنِّئ الرئيس الشرع بتشكيل الحكومة ويؤكِّد حرص بلاده على توطيد العلاقات مصير الاعتداءات على سوريا.. هل يحسمها لقاء ترامب نتنياهو غداً إعلام أميركي: إسرائيل تتوغل وتسرق أراض... Middle East Eye: أنقرة لا تريد صراعا مع إسرائيل في سوريا "كهرباء طرطوس".. متابعة الصيانة وإصلاح الشبكة واستقرارها إصلاح عطل محطة عين التنور لمياه الشرب بحمص علاوي لـ"الثورة": العقوبات الأميركية تعرقل المساعدات الأوروبية السّورية لحقوق الإنسان": الاعتداءات الإسرائيليّة على سوريا انتهاك للقانون الدّولي الإنساني