الثورة أون لاين:
لم يترك رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان أي وسيلة أو طريقة لتضليل الرأي العام التركي أو العربي والاسلامي والدولي إلا واستخدمها سواء عبر اللغة المستخدمة في مخاطبة الشعوب أو باستخدام مختلف الأدوات المتاحة.
ومن بين هذه الوسائل التي لجأ اليها أردوغان كانت الدراما التركية حيث قام باستغلالها لبث رسائل تخدم توجهاته ومخططاته ومحاولاته لمد نفوذ نظامه واستعادة أحلام الامبراطورية العثمانية على الصعيد الخارجي وإشغال الشعب التركي عن الأزمات والمشاكل العميقة التي يعانيها بسبب هذه السياسات.
وفي هذا السياق أشار تقرير صحفي نقلته صحيفة زمان التركية إلى أن أردوغان بات يستغل المسلسلات التركية وخاصة التاريخية ليوجه رسائل ملغومة مفادها بأنه “رئيس عادل وطيب” يراعي مصالح شعبه ومواطنيه لتجميل صورته أمام الرأي العام الدولي والمحلي فيما الواقع يظهر عكس ذلك.
ولفت التقرير إلى أن هذه الرسائل توجه إلى كل أفراد المجتمع الإسلامي والعربي حيث يحاول فيها أردوغان تقديم نفسه في صورة بطل المسلسل مثل أرطغرل وملك شاه موضحة أن الدراسات التي أجريت في هذا الصدد تكشف أن المخرجين والمنتجين الأتراك باتوا محترفين للغاية في تضمين المسلسلات الرسائل التي يريد أردوغان إيصالها إلى الرأي العام عموماً وقاعدته المؤيدة خصوصاً سواء في الداخل أو الخارج.
وبين التقرير أنه إذا ما تم إسقاط ما يحدث في المسلسلات التركية على الواقع يمكن ملاحظة أن المخرجين والكتاب يسعون باسم أردوغان إلى توصيل رسالة إلى المشاهدين مفادها بأنه يرعى حقوق مواطنيه وعلى وجه الخصوص حقوق النساء أما ما تسمعونه أو تعاينونه من ممارسات مهينة للنساء المتهمات كتكبيل أيديهن وتفتيشهن عاريات ليس إلا تصرفات تعسفية يرتكبها أناس “سيئون” ممن تحلقوا حوله من حلفاء ووزراء ومسؤولين لتحقيق نواياهم وأطماعهم التي لا تتوافق مع قوانين الدولة وأعرافها.
واعتبر التقرير أن “المشكلة تظهر عند المقارنة بين الأدوار الافتراضية التي يضطلع بها الأبطال في تلك المسلسلات والأحداث الحقيقية التي يكون فيها أردوغان فاعلاً حيث نرى أن هناك فرقاً شاسعاً بين أردوغان الخيالي المثالي في المسلسلات وأردوغان الحقيقي الظالم في واقع الحياة”.
ورغم كل المحاولات والخدع التي يلجأ اليها أردوغان إلا أن الواقع يفضح مخططاته ويكشف للرأي العام التركي والعربي والاسلامي والدولي حقيقة سياساته القائمة على القمع والاستبداد في الداخل التركي والتدخل المباشر في شؤون الدول الأخرى لتحقيق أطماعه في نهب الثروات والسيطرة والتوسع.