الثورة اون لاين – ميساء الجردي:
تكريسا للخطاب العصري الجامع للقاء قائد الوطن برجال الدين واستلهاما من هذه الكلمة التاريخية وجعلها منهج عمل متكامل في ظل الظروف الاستثنائية والصعبة للوطن اقيم اليوم في مكتبة الاسد ندوة فكرية بعنون ( إضاءات على كلمة السيد الرئيس بشار الأسد) برعاية وزارة الثقافة ومشاركة مجمع الفتح الاسلامي فرع جامعة بلاد الشام وطيف واسع من المفكرين والعلماء.
عبر المشاركون في المحاور التي تناولتها الندوة عن أهم سمات هذا الحديث بشكل عام من تراكيب ومقولات وأفكار عميقة، فقد قدم الدكتور حسام الدين فرفور رئيس فرع الفتح الإسلامي في جامعة بلاد الشام محطات من وحي الخطاب بين فيها أهميته كميثاق شرف وطني وميثاق أخلاقي إنساني غزير بالمعلومات النوعية والأفكار والمصطلحات ذات المقاصد البعيدة، مشيراً إلى أهمية الخطاب من حيث الدلالة الزمنية لجميع القضايا الصعبة التي يمر بها البلد حالياً، ومن حيث المحاور الكثيرة التي طرحها.
وتحدث فرفور إلى ضرورة تصحيح ما يحاول الغرب تسويقه من التركيز على الفرد على أنه النواة الأولى للمجتمع بدلاً من الأسرة في محاولة منه لتفكيك الأسرة السورية والمجتمع وجعل الفرد عبداً لرغباته ومصلحته وسلخه من إنسانيته، وكيف يتم استخدام الدين لضرب المجتمعات من خلال اعتمادهم على منهج التفرقة وغرس الطائفية وإشعال الحروب، لافتاً إلى ما قدمه الخطاب التاريخي للسيد الرئيس من توضيحات وكيف أن مجتمعاتنا هي مجتمعات عقائدية ولا بد للدين من ضبط الأخلاق وتحويلها من أخلاق فردية إلى مجتمعية.
وبين سماحة الشيخ أن هناك هجمة غير مقبولة طالت محور العروبة والإسلام الذي تحدث عنه سيد الوطن، في محاولة لنسف القيم الوطنية والعيش المشترك، مؤكداً أن جميع اللهجات القديمة هي لهجات عربية معروفة وأن سورية هي القدوة في العيش المشترك منذ قرون طويلة وهناك وطن يجمعنا وآمال كبيرة.
وختم حديثه أنهم في مجمع الفتح في جامعة بلاد الشام ومن عطاءات السيد الرئيس بعد الخطاب تم إحداث مركز دراسي بحثي لدراسة مقاصد التشريع الإسلامي والذي سيتم افتتاحه قريباً.
من جانبه بين الدكتور عبد اللطيف عمران أستاذ في جامعة دمشق أنه من الصعب تصنيع الخطاب بالتصنيفات الأدبية المعروفة فهو أكبر من ذلك بكثير لأنه موجه إلى عموم الشعب بكل القطاعات، تناول جميع المحاور بشكل منهجي ورؤية مستقبلية، مشيراً إلى ضرورة الحديث ضمن المفهوم وليس ضمن المصطلحات التي حاول المغرضون الحشد ضدها، كما هي محاولات الغرب ودول البترو – دولار التي تعمل على توظيف الإسلام لمصالحهم وتوظيفه لخدمة الوهابية والإخوان المسلمين.
ويؤكد الدكتور عمران على ضرورة نشر صورة صحيحة عن العروبة والإسلام حتى لا تبقى هذه الصورة محصورة بعدسة غربية وجهات متطرفة تسعى لتدمير الثقافة المتعلقة بالعروبة والإسلام الصحيح.
وأوضح الدكتور اسماعيل مروة استاذ في جامعة دمشق أن خطاب السيد الرئيس مع علماء الدين طرح مجموعة من الأطر الفكرية والسياسية والعقائدية التي يمكن أن تسجل منهاجاً عملياً ينطلق من ثقته بأثر المؤسسة الدينية لقدرتها في الوصول إلى المجتمع السوري من خلال التماس المباشر مع الناس، مبيناً أن الحديث ليس دينياً بقدر ما هو منهاج عمل لجميع السوريين، فهو حديث في العلمانية والليبرالية الحديثة، وحديث في العروبة والانتماء وحديث تربوي، وبالتالي هو حديث للبحث عن هويتنا في العروبة والإسلام وهو موجه لجميع السوريين بكل ما يحمله من جوانب وقيم أخلاقية وإنسانية.
ومن جانبه تكلم مدير أوقاف ريف دمشق الدكتور خضر شحرور عن التطرف الديني مستعيناً بما جاء به سيد الوطن وإشارته إلى أن الدين ينظم الأخلاق وأن النبي الكريم جاء ليتم مكارم الأخلاق وليس ليؤسسها، مبيناً دور المؤسسة الدينية بمجابهة التطرف من خلال توعية الشباب وتوضيح الفكر الإسلامي الصحيح وبناء القيم ومعالجة المصطلحات التي تعتمدها هذه الجهات الإرهابية المتطرفة للنيل من الإسلام، انطلاقاً من أهمية بناء الإنسان قبل الجدران.
أقيمت الندوة بحضور الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة والدكتور مهدي دخلل الله عضو القيادة المركزية للحزب وكوكبة من الأساتذة الجامعيين وعلماء الدين والطلبة.