الثورة أون لاين- ادمون الشدايدة:
تتشبث الدول الغربية بتبعيتها العمياء للولايات المتحدة، والدوران في فلك سياساتها الشيطانية لتخريب العالم وتهديد أمنه واستقراره، بهدف الحفاظ على هيمنة القطب الواحد التي بدأت تتآكل مع صعود دول عظمى كروسيا والصين.
بريطانيا كما هو حال غيرها من الدول الغربية ذات الفكر الاستعماري تتعمق في تلك التبعية إلى نحو كبير بحيث تخلق الذرائع للوقوف عليها، لاسيما بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، حيث ركبت الموجة الأميركية في توجيه التحذيرات المزعومة عن مشروع أنابيب الغاز “التيار الشمالي – 2.
النائب البريطاني دانييل كوتشينسكي، وفي سياق تحذيره من مخاطر مشروع أنابيب الغاز “التيار الشمالي – 2” قد طالب اليوم الثلاثاء بفرض عقوبات على المشروع على غرار العقوبات الأميركية، وقال في هذا الصدد: “لم نعد مقيدين من قبل عضويتنا في الاتحاد الأوروبي، يجب علينا إتباع أصدقائنا الأمريكيين وفرض عقوبات ضد أي شركة تشارك في بناء “التيار الشمالي – 2” إنها مشكلة حقيقية للكثير من السياسيين”، زاعما أن خطر المشروع يكمن في كونه يقود روسيا “لتجاوز جميع شبكات الغاز والنفط”، ويمر أيضًا عبر أراضي الدول الأعضاء في الناتو.
وهي ليست المرة الأولى التي يراهن بها الغرب على حماقاته.. فالدول الغربية لطالما غامرت بمستقبلها السياسي ودورها الفعال على مستوى العالم لصالح الأميركي وخدمة له، ووظفت لذلك الهدف قدراتها ودورها الذي بات ملغى بشكل كبير، والأمثلة على ذلك كثيرة وموثقة ضمن مشاهد من حول العالم وعلى مدى سنوات طويلة.
ودائماً ما يسعى الاتحاد الأوروبي ومعه الأميركي بجدية لطمس أسباب تلك الإجراءات المتخذة ضد موسكو وبكين، والوقوف خلف مزاعم أخرى واهية ولا مبرر لها وغير قانونيةـ فتلك المحاولات بلا شك أصبحت من ضمن الحرب الأميركية الغربية على المحور الآخر الذي ينادي للتعددية القطبية والذي وقف بوجه كل مشاريع الاحتلال الأميركي الغربي حول العالم وفي الشرق الأوسط بشكل خاص.