الثورة أون لاين – رامز محفوظ :
يبدو أن رئيس النظام التركي رجب اردوغان بات في وضع حرج لا يحسد عليه نتيجة تصرفاته العدوانية وحماقاته المتكررة سواء في إدارة الملفات الداخلية التركية أو الخارجية، أو علاقاته المتوترة مع جيرانه أو مع الجانب الأوروبي الذي يتجه لفرض عقوبات بحقه نتيجة استفزازاته المتكررة في شرق المتوسط ، حيث لم يترك أردوغان وسيلة قذرة وملتوية إلا واتبعها للاستيلاء على ثروات شرق المتوسط، وهو يحاول اليوم تلميع صورته المشوهة وتبييض صفحته السوداء من خلال اللجوء إلى الحضن الأوروبي والتقرب منه، وطلب الصفح تفادياً للعقوبات الأوروبية المحتملة بحق بلاده نتيجة تصعيده المتكرر في شرق المتوسط .
فبعد وصوله إلى طريق مسدود ، يتجه أردوغان اليوم للبحث عن مخرج لمأزقه العميق الذي وصل إليه يحفظ من خلاله ماء وجهه من خلال محاولته التقرب من الاتحاد الأوروبي وترطيب الأجواء معه وإخماد نيران التوتر مع جارته اليونان، وذلك من خلال إبداء رغبته عبر تصريحات أطلقها اليوم في تحسين علاقات بلاده مع الاتحاد الأوروبي، معربا عن أمله أن يسلك التكتل المكوّن من 27 دولة النهج نفسه، وذلك في أعقاب عام من التوترات المتعلقة بالسياسة الخارجية التركية الحازمة في شرق البحر المتوسط وكذلك ليبيا وأجزاء من الشرق الأوسط.
وزير خارجية النظام التركي مولود تشاووش أوغلو، يسير في الاتجاه أيضا، وقال في تصريحات أمام سفراء دول الاتحاد الأوروبي اليوم إن بلاده ترى مستقبلها في أوروبا وإنها ترغب في بناء هذا المستقبل سويا مع الأوروبيين، في دعم واضح لتوجهات أردوغان الجديدة من أجل كسب ود الاتحاد الأوروبي من جديد لتجنب آثار العقوبات المحتملة.
وكانت تركيا واليونان قد أعلنتا في وقت سابق أنهما ستستأنفان في 25 كانون الثاني الجاري المباحثات الاستطلاعية بهدف تسوية النزاع بينهما حول التنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وقال أردوغان ” إن المباحثات الاستكشافية التي ستبدأ في 25 كانون الثاني ستفتح حقبة جديدة”، مضيفا “ندعو اليونان إلى التخلي عن التصرفات التي تصعد التوتر شرقي المتوسط”.
وتتبادل اليونان وتركيا اتهامات بالتوقيع على اتفاقيات غير قانونية لتعيين حدود المناطق البحرية لا تأخذ في الاعتبار مصالح الطرف الآخر.
وتشهد منطقة شرقي البحر المتوسط توترا لافتا على خلفية قيام سفينة تركية بأنشطة التنقيب عن مصادر الطاقة هناك، وبينما تزعم تركيا إن منطقة التنقيب تقع ضمن جرفها القاري، تؤكد اليونان وقبرص إن المنطقة ليست في الجرف التركي وأن عمليات التنقيب تنتهك القوانين الدولية.
وكان قد اتفق قادة الاتحاد الأوروبي، خلال قمة المجلس الأوروبي، على فرض عقوبات محدودة ضد أفراد من تركيا مرتبطين بشكل مباشر بالنزاع الدائر حول التنقيب عن موارد الطاقة مع اليونان وقبرص، وقد أرجأت بروكسل المناقشات حول فرض أي عقوبات أكثر صرامة حتى آذار القادم.