الثورة أون لاين- ترجمة ميساء وسوف:
يطالب العديد من المشرعين الديمقراطيين بإقالة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب من منصبه وذلك إما من خلال المساءلة أو عن طريق مطالبة نائب الرئيس مايك بنس بتفعيل التعديل الخامس والعشرين، وذلك في أعقاب اقتحام مبنى الكابيتول الأمريكي منذ أيام من قبل أنصار ترامب الذين حاولوا منع عمل الكونغرس على المصادقة على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن.
قال الزعيم الديمقراطي في مجلس الشيوخ تشاك شومر (نيويورك) في بيان له، “إن الطريقة الأسرع والأكثر فاعلية التي يمكن القيام بها اليوم لإقالة هذا الرئيس من منصبه هي أن يعمل نائب الرئيس على تطبيق التعديل الخامس والعشرين على الفور”، وبدورها طالبت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي (ديمقراطية من كاليفورنيا) مايك بنس باستخدام التعديل الخامس والعشرين قائلة: “إذا رفض نائب الرئيس ومجلس الوزراء التصرف فوراً، عندها يجب على الكونغرس أن يجتمع مرة أخرى لعزل الرئيس”، ولكن مع وجود مجلس شيوخ يسيطر عليه الجمهوريون وقبل أقل من أسبوع من تولي بايدن منصبه، هل هناك وقت لإخراج ترامب من البيت الأبيض؟.
يقول بعض الخبراء أنه من الممكن تحقيق هذا، ولكن يبقى السؤال الأكثر أهمية عما إذا كان هناك ما يكفي من الإلحاح السياسي من الحزبين لعزل ترامب، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه لم يتبق سوى أيام قليلة من ولايته.
قال إروين شيميرينسكي، عميد وأستاذ القانون في جامعة كاليفورنيا، كلية بيركلي للقانون، “نعم هناك وقت، سواء كانت هناك إرادة سياسية أم لا”، كما أشار ريموند لاراجا، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ماساتشوستس أمهيرست إلى أن “هناك وقتاً كافياُ، ولكن من غير الواضح وجود نية حقيقية من الحزبين للقيام بذلك، حتى بين العديد من الديمقراطيين”.
فيما يتعلق بإزاحة ترامب عن طريق المساءلة، يمكن للديمقراطيين في مجلس النواب الإسراع بدورهم في العملية من خلال صياغة مسودة لمواد الإقالة بسرعة، ودفعها من خلال اللجنة القضائية في غضون أيام قليلة، بعد ذلك يمكن أن يجتمع مجلس الشيوخ على الفور بعد ذلك ويمرر محاكمة سريعة لعزل الرئيس من منصبه.
في حين أن أكثر من نصف الديمقراطيين في مجلس النواب يضغطون من أجل إقالة ترامب من خلال المساءلة، قد يتردد النواب الآخرون في الانضمام إلى الموجة حيث من المرجح أن يُفشل مجلس الشيوخ العملية التي تحتاج إلى ستة وستين صوتاُ لإخراج الرئيس من منصبه، بما في ذلك ما لا يقل عن ثمانية عشر من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، وهو رقم من غير المرجح أن يحققه الديمقراطيون في مجلس النواب.
ومع ذلك ، قد يكون هناك المزيد من الإصرار من الحزب الجمهوري لإقالة ترامب من منصبه بسبب دوره في التحريض على هجمات الغوغاء العنيفة على مبنى الكابيتول يوم السادس من الشهر الجاري، لكن من غير المرجح أن ينفصل عدد كافٍ من الجمهوريين عن الحزب ويقف إلى جانب الحزب الديمقراطي، حيث يمتلك ترامب سلطة قوية على الحزب ويُشاع أنه ينوي الترشح للرئاسة مرة أخرى في عام 2024. ومن التكتيكات الأخرى التي اقترحها الديمقراطيون لطرد ترامب من المكتب البيضاوي، اللجوء إلى التعديل الخامس والعشرين، الذي يضع الأساس لنقل السلطات الرئاسية من الرئيس إلى نائب الرئيس في حالة الوفاة أو الإقالة أو الاستقالة أو العجز.
بموجب القسم الرابع من التعديل الخامس والعشرين، والذي ورد أنه لم يتم العمل به من قبل لعزل الرئيس الحالي، يمكن لنائب الرئيس، جنباُ إلى جنب مع دعم أغلبية مسؤولي مجلس الوزراء، أن يملي ما إذا كان الرئيس “غير قادر على أداء سلطات وواجبات منصبه”، فسيصبح نائب الرئيس على الفور رئيسًا بالنيابة، إذا تم تمريره بالتصويت.
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز يوم الخميس الماضي أن بنس، إلى جانب “العديد من مسؤولي حكومة ترامب”، يرفضون الضغط من الحزبين لتفعيل التعديل، مشيرة إلى أنه من شأنه أن يؤدي إلى المزيد من الفوضى في مناخ سياسي منقسم بالفعل.
يٌستخدم التعديل عادة عندما يخضع الرئيس لإجراء طبي أو عملية جراحية حيث استخدمه الرئيس رونالد ريغان في عام 1985، كما استخدمه الرئيس جورج دبليو بوش في عام 2002، ولكن في حالة تورط ترامب بأحداث العنف في الكابيتول، ستكون العملية “معقدة للغاية” .
ولكن ومع أن هناك وقتاً كافياً للمضي قدماً في إجراءات عزل سريعة أو استخدام التعديل الخامس والعشرين، فمن غير المرجح أن ينجح هذان المجهودان في مثل هذا الجو السياسي الساخن والمتوتر.
المصدر The National Interest