الثورة أون لاين:
تُسخّر الحكومات والشركات في مختلف أنحاء العالم التقنية لتحقيق أهداف أكبر بموارد أقل وبسرعة أكبر من السابق. ودخلت الرقمنة المدن والمنازل لزيادة كفاءة الطاقة والاستدامة. ولكن كيف تؤثر التقنية على جماليات بيئتنا؟ يتوقع كثيرون أن تحدث التقنية ثورة كبيرة في التصميم الداخلي.
وقد نشهد يومًا رقمنة مختلف الأشياء التي نستخدمها، وسيغير ذلك كيفية تفاعلنا مع بيئاتنا، من الجدران التي تغير لونها إلى قطع الديكور التفاعلية والتلفزيونات التي تبدو كاللوحات. وتستطيع هذه الأشياء المصنوعة باستخدام مواد وأساليب مبتكرة، والمكونة من النسج الحرارية أو السبائك المتذكرة للشكل أو المنسوجات الإلكترونية، تغيير لونها أو شكلها، وهذا قد يعيد تعريف التصميم الجمالي.
وازدادت شعبية الأجهزة الذكية، ويُتوقَّع أن تصل قيمة سوقها العالمية إلى 23 تريليون دولار بحلول العام 2023، وستمثل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 5% من إجمالي السوق. وستزداد شعبية التصميمات الداخلية الذكية في ظل هذه الاتجاهات بفضل انتشار الأجهزة الذكية في المنازل. وتمتاز دولة الإمارات العربية المتحدة بصناعة السياحة وبوجود بعض أعلى الفنادق تصنيفًا في العالم، وسنشهد انتشار التصاميم الداخلية الذكية في هذه الصناعة أولًا.
وهذه أحدث الابتكارات والأمثلة المدهشة للتصميم الداخلي، والتي ستدمج التقنيات الحديثة في التصاميم الجمالية في المنازل.
ويتيح تركيب نوافذ زجاجية كبيرة من الأرض إلى السقف تصاميم داخلية أنيقة ومذهلة. وتتيح هذه النوافذ دخول الضوء بسهولة، لكن شفافيتها تؤثر على الخصوصية. وقد يكون الزجاج الذكي الحل الأمثل لذلك، إذ يتيح تغيير درجة شفافيته. وتوجد أنماط عدة من الزجاج الذكي في السوق، ويعتمد أحد أنماطه على تغيير الجهد الكهربائي، ويغير لونه استجابة لتدفق قصير محدد من الكهرباء. وسيشجع استخدام هذه المواد المبتكرة في مختلف أنحاء المنزل الاستدامة عبر تقليل الحاجة إلى الستائر المصنوعة من القماش.
حيث ورق الجدران المزود بمصابيح إل إي دي ابتكار بسيط ويقدم نتائج جمالية مميزة، وتعتمد هذه التقنية على مادة مناسبة للجدران لدمج مصابيح الإل إي دي بحسب الطلب. ويجعل استخدام مصابيح منخفضة الجهد التقنية آمنة وصديقة للبيئة. وتعرض هذه المصابيح أنماطًا مختلفة، وهي متوفرة بألوان دافئة وباردة. وما زالت ابتكارًا جديدًا نسبيًا وباهظ الثمن، وقد تصبح أشيع في المستقبل عندما يصبح تجميعها أرخص وأسهل.
وستتيح التقنيات المستقبلية للمواد المستخدمة في التصميم الداخلي تغيير ألوانها وشكلها واستجابتها وفقًا لكيفية تفاعلنا معها. وبإمكان المصممين إنتاج أعمال فنية ديناميكية وأجسام متغيرة الشكل وأقمشة متغيرة الأنماط باستخدام مواد تتيح للأجسام تغيير شكلها ماديًا أو إلكترونيًا أو مغناطيسيًا أو هوائيًا أو ميكانيكيًا. وصمم فريق بحثي غطاء طاولة تفاعلي يستجيب للصوت واللمس. وعلى الرغم من أن الزخارف الديناميكية ما زالت تقنيات حديثة قليلة الانتشار، فقد تكون لها تطبيقات كثيرة مستقبلًا، وستتيح تغيير التصميم الداخلي وفقًا للحالة المزاجية. وبالإمكان استخدام تصميمات داخلية ذات ألوان فاتحة في النهار وألوان داكنة ومريحة في الليل.
قد نستطيع مستقبلًا تغيير تصميم الجدران في المنزل بلمسة زر واحدة. وستتيح جوجل ذلك بفضل جهاز إسقاط ذكي للجدران. وتتيح التقنية عرض أي صورة على الجدار التفاعلي بطريقة تشبه تغيير صورة سطح المكتب على الحاسوب. وسيكون بالإمكان استخدام هذه الجدران بمثابة شاشات لعرض الأفلام أو دردشة الفيديو أو أي شيء نشاهده على شاشات الحواسيب والهواتف الذكية. وستكون هذه الأسطح حساسة للمس، ما يتيح التحكم بها بلمسة بسيطة.
والمنسوجات الإلكترونية حساسة لدرجة الحرارة واللمس، لكنها تستخدم في تطبيقات محدودة، ومنها وسادة الإل إي دي. وسنشهد مستقبلًا وسائد وستائر وربما أنواعًا من السجاد تغير لونها باللمس أو عند تغير درجة الحرارة وربما الضوء إن استمر الابتكار في هذا المجال. وستتيح التصميمات الداخلية الديناميكية ألوانًا أكثر إشراقًا في مختلف أنحاء المنزل في الأيام الغائمة، وألوانًا داكنة في الليل. وقد تُزوَّد هذه المنسوجات بحساسات تتيح لها تغيير لونها ذاتيًا وفقًا لحالة الطقس الخارجية لمنح المستخدمين بيئة مريحة.
قد يُستخدم الواقع الافتراضي والواقع المعزز مستقبلًا لتغيير التصميمات الداخلية للمنزل من يوم إلى آخر عبر إنشاء بيئات افتراضية. وسيكون بالإمكان استخدام الواقع الافتراضي والواقع المعزز للتخلص من حاجتنا إلى عناصر التصميم الداخلي المادية تمامًا، والانتقال بين العصر الفيكتوري في أحد الأيام إلى بيئة غابات طبيعية في اليوم التالي. وعلى الرغم أن ذلك لن يحدث قريبًا، سيكون طريقة أكثر استدامة لتزيين المنازل.
سيكون استخدام الأجهزة الذكية تدريجيًا، وقد نشهد تطبيقها للأغراض الجمالية في منازلنا المستقبلية.