الثورة أون لاين – علاء الدين محمد:
إن المضامين الاجتماعية والإنسانية للقصة موجودة بكثرة في حياتنا، وحيث ما التفتنا وجدنا مشكلات وقضايا فردية أو عامة ، لكن الإبداع الحقيقي ليس بالتقاط تلك المشكلات بل التعبير عنها بطريقة فنية.
كتاب جديد صادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب تحت عنوان (مقالات في القصة السورية) للكاتب مؤيد جواد الطلال .
يتناول الكتاب مرحلة الريادة في القصة السورية ممثلة ببعض أعمال الرائد المبدع الدكتور عبد السلام العجيلي .
تمتاز لغة أعمال العجيلي بالايقاع الشعري الهادئ والمفعم بجرس موسيقي مرهف وحساس،وبالبساطة العفوية ،وجهد واضح يبذله لتطويع اللغة واقتناص محاسنها البديعية واستغلال بلاغتها الغنائية ،فالجملة في لغة العجيلي رشيقة.. دافئة..مكتملة ..مصفاة ومنتقاة انتقاء يدل على الذوق الرفيع والدرجة العالية من الاحساس بالجمال والقدرة على الصياغة والبناء .
من هنا تكون الرومانسية العذبة التي تغلف جوهر لغته ،ذات دلالة سيكولوجية عميقة أكثر مما هي طريقة فنية وتكنيكية ذات طابع مدرسي محض .وإن كانت هذه السلامة اللغوية الأصيلة تذكرنا بالنثر العربي الرفيع إبان الازدهار الحضاري والثقافي آنذاك.
وتناول الكتاب أيضا أعمال الكاتب حنا مينه ،الذي نال شهرة واسعة من خلال قصصه ..مثل قصة رسالة من أمي،حيث استطاع الكاتب في قصته تلك من استغلال التجربة الإنسانية والخيال الشعبي الخصب، ومن خلال تنقية المفردات المحلية استطاع تحويل نثر الحياة العادي اليومي والمباشر إلى صيغ شعرية مكثفة نابضة بعمق التجربة.. برهافة الحس الإنساني ومفعمة بالرائحة الإنسانية الطبيعية. وكذلك تناول الكتاب نماذج قصصية من إبداعات الفنان المجد وليد إخلاصي .مع المرور بنموذج من القاصين السوريين الذين استلموا راية الخلق والإبداع من جيل الرواد مثل القاص عزيز نصار، وصولا الى جيل الشباب الباحث عن أساليب فنية مبتكرة وجديدة ..إذ تطور فن القصة كثيرا في سورية ولم يعد همه يقتصر على معالجة القصايا الاجتماعية والإنسانية فحسب بل صار يركز على تطوير أساليبه الفنية.