الشعر المقاوم.. سبَّاقٌ للاحتفاءِ بكرامة الوطن

 الملحق الثقافي:آنا عزيز الخضر :

التأسيس لثقافةٍ مقاومة، هو التأسيس للحفاظ على الكرامة، ولفكرٍ يُعلّم الأجيال رفض الظلم، والتمسك بالانتماء وحب الوطن، فهي الحصن المنيع الذي يجسِّد رفض كلّ ما ينال من كرامة الأوطان والإنسان، وبما يجعلها ثقافة الممانعة على أرض الواقع، ومشارك حقيقي في الانتصار للحق.
أما عن دور الثقافة في ترسيخ الفكر المقاوم، الذي يمجد الوطن، ويُعلي رايته وكرامته. الفكر الذي يرفض الظلم، ويقدِّس التضحية، ويبذل الأرواح لأجل عزّة وطنه وإنسانه، فقد تجلّى في مؤتمر الشعر المقاوم، حيث تبارى الشعراء والأدباء في وصفِ من هم أنبل بني البشر، وكانت القصائد والكلمات تحلِّق ممجّدة الوطن والشهادة والشهداء. أولئك القديسون الذين بذلوا النفس رخيصة من أجل سورية.
من هؤلاء الشعراء “حسن علي المرعي”. الشاعر المقاوم الذي التقيناه لتميّز القصائد التي ألقاها، وقال عن دورها:
“أخبرتني إدارة مهرجان الشعر المقاوم، الذي أقيم في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق، بأنني حصلت على المركز الأول، وبأنني أحد المدعوّين للمشاركة فيه.
لقد كانت الكلمة مفتاح العمل المقاوم، ففي البدءِ كانت الكلمة، وهي وإن لم ترقَ لمستوى الفعل الاستشهادي، فهؤلاء فتح الله لهم باباً إلى مقعد صدق عند مليك مقتدر. لكن، عسانا نبلغ بركبهم فالدّالُ على الخير كفاعله.. لقد كتب الله على بلادنا الوقوف بوجه الطغاة دولاً وأناساً أشراراً، بل وأفكار تهدم الحضارة وتفسد البلاد والعباد.
فوقف الجنود في ساح القتال وانتصروا، ووقف الشعراء بأقلامهم وألسنتهم مناصرين ومعاضدين، فالكلمة الطيبة رصاصة والقصيدة الثائرة خط المهمة القتالية المنتصرة، وقد امتلأت مكتبة الأسد الوطنية بالشعراء المقاومين، الذين كتبوا عن الشهادة فأعلوا مقامها، وتزينت قصائدهم بأسماء الشهداء الذين جادوا بأسمى غاية الجود.. بأرواحهم المباركة والدنيا التي لا تخلد سواهم، ومادام الدم الطاهر ينزف على مذبح الوطن، فهناك شاعر يخضب البياض على عرض الجبهات، من الجولان إلى ما شاء الله له، أن يقول كلمة هي رصاصه”.
أيضاً، كان للشاعر “عبد الحميد ملحم”، رأي قال فيه عن الشعر المقاوم ومشاركته في المهرجان:
“الشعر هو الواجهة الثقافية الأكثر بروزاً في أدب الشعوب، والأقرب والأحب إلى القلوب، والشاعر رسول كلمة وموقف، ولابد لنا في هذه الظروف الاستثنائية من تاريخنا، أن نثبت موقفاً واضحاً مما يجري. لنكن صريحين. المقاومة هي نقيض الخنوع، والشاعر يرفض الخنوع، وبالتالي الشاعر مقاوم بطبيعته.
أما عن تجربتي التي عشتها في الأيام الأخيرة، وأقصد مشاركتي في مؤتمر الشعر العربي المقاوم، بعد فوز قصيدتي مع إحدى عشرة قصيدة أخرى، فقد كانت تجربة جميلة ومهمة جداً، لي وللشعر.
لقد أعطتني دفعاً معنوياً كبيراً، وأثبتت لي أن حروفي ذات قيمة. بالنسبة للمؤتمر عموماً، أعتبره تجربة رائدة في جعل الكلمة سلاحاً فعالاً، وهي تجربة يجب أن تستمر وتتوسع لتشمل أوسع شريحة من الشعراء، كذلك يجب علينا نحن السوريين، أن نقوم بالإعداد لمؤتمرات على هذا المستوى، وأوسع من ذلك تمجيداً واحتفاءً بشهدائنا وجيشنا، وتخليداً لتضحياتهم وبسالتهم في الدفاع عن الوطن، أمام أعتى وأشرس هجمة تتعرض لها بلادنا.
إن صمود جيشنا ضد الإرهاب العالمي هو صمود أسطوري، وشهداؤنا ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء، ويستحقون منا الاحتفاء بهم والوفاء لتضحياتهم”.

التاريخ: الثلاثاء19-1-2021

رقم العدد :1029

 

آخر الأخبار
السفير الألماني يدعو إلى تجديد التبادل التجاري مع سوريا   المراهق.. فريسة بين تنمر المجتمع والعالم الرقمي  اختصاصات جديدة تعيد رسم ملامح كليات الشريعة  مشاريع الخريجين وتأهيلهم لسوق العمل على الطاولة   خرسانة المستقبل.. ابتكار سوري يحول الأمطار إلى ثروة مائية  التدريب والتأهيل.. فجوة بين العرض والطلب في سوق العمل  تصدير 11 ألف رأس من الماشية الى السعودية "المركزي" يمنح البنوك مهلة 6 أشهر لتغطية خسائر الأزمة اللبنانية بدء تنفيذ مدّ الطبقة الإسفلتية النهائية على طريق حلب – الأتارب الإحصاء.. لغة التنمية ورهان المستقبل "التربية والتعليم ": الإشراف التربوي في ثوب جديد وزير الداخلية يترأس اجتماعاً لبحث الواقع الأمني في ريف دمشق "المواصلات الطرقية": نلتزم بمعايير الجودة بالصيانة وضعف التمويل يعيقنا البنك الدولي يقدّر تكلفة إعادة إعمار سوريا بـ216 مليار دولار "صحة اللاذقية" تتابع 24 إصابة بالتهاب الكبد A في "رأس العين" حملة إزالة الأنقاض تعيد الحياة إلى شوارع بلدة معرشمشة سوريا والصين.. رغبة مشتركة في تصحيح مسار العلاقات زيارة الشيباني المرتقبة إلى بكين.. تعزيز لمسار التوازن السياسي هل تعوق البيانات الغائبة مسار التعافي في سوريا؟ شوارع حلب تقاوم الظلام .. وحملات الإنارة مستمرة