الثورة أون لاين – يمن سليمان عباس:
شاعر عالمي , قدس الحرية ووقف بوجه الظلم والطغيان في كل مكان, صرخ ووقف بوجه الظلم العثماني , هزت قصائده الجلادين، فتمت محاكمته عدة مرات بسبب أشعاره وكتاباته التي بدأها في عام 1925، فقد حكم عليه بالسجن 28 عاما في معتقلات اسطانبول وأنقرة وبورصه وتشانقرر، كما أنه قد عرض فيلم يدعى (العملاق ذو العيون الزرقاء) عام 2007 وهو الذي يروي تلك الأعوام التي قضاها ناظم حكمت قي معتقل بورصه ثم تم إخلاء سبيله عام 1950 مستخدما قانون العفو . لقد كان استدعاؤه للخدمة في الجيش مرة أخرى
وهو يبلغ من العمر ثمانية وأربعين عاما هو ما دفعه للهروب خارج البلاد بسبب ذلك الشعور المسيطر عليه من أنه سوف يقتل. فتم عام 1951 نفيه من تركيا، وعاش ناظم حكمت مع زوجته (فيرا تولياكوفا) في موسكو بالاتحاد السوفييتي.. خلال السنوات التي قضاها خارج البلاد تجول ناظم حكمت في كثير من دول العالم مثل : بلغاريا والمجر و فرنسا ومصر إلى جانب أنه شارك في أعمال ضد الحرب والاستعمار فقام بعمل برامج تسجيلية في الاذاعة, وقد جمعته صداقة عميقة مع الروائي السوري الكبير حنا مينه, وثمة كتاب جمع الرسائل بينهما , كما ألف حنا مينه كتابا عن الشاعر ناظم حكمت.
اليوم يحتفي العالم بذكرى ولادته فقد ولد عام 1902 , في مثل هذه الايام , وخلد الأمل والوطن باشعاره , فمن منا لايردد قوله الشهير:
أجمل الأطفال ذلك الذي لم يكبر بعد
أجمل أيامنا تلك التي لم نعشها بعد
أجمل الكلمات تلك التي لم أقلها بعد..
والوطن عنده قدس الاقداس، وكانت وصيته لابنه الأروع في هذا اللون من الشعر :
لا تحيا على الأرض كمستأجر بيت
أو زائر ريف وسط الخضرة
ولتحيا على الأرض كما لو كان العالم بيت أبيك،
ثق في الحب، وفي الأرض، وفي البحر
و لتمنح ثقتك قبل الأشياء الأخرى للإنسان!
امنح حبك للسحب، وللآلة، والكتب،
ولتمنح حبك قبل الأشياء الأخرى للإنسان!
ولتستشعر اكتئاب الغصن الجاف
و الكوكب الخامد
والحيوان المقعد
ولتستشعر أولاً اكتئاب الإنسان.
لتحمل لك الفرحة كل طيبات الأرض
لتحمل لك الفرحة الظل والضوء
لتحمل لك الفرحة الفصول الأربعة
ويضيف قائلا:
إذا كنت تؤمن بالوطن .. بالعالم .. وبالانسان .. فسيقودون خطاك الى المشنقة أو سيلقون بك في الزنازين .. ستبقى هناك عشر سنين أو ربع قرن .. ولكن مهما يكن الأمر عليك أن لا تفكر حتى ولو للحظة أنّهم لو علّقوك كالعلم على العامود لكان ذلك أفضل..
من قصائده
عيناك
عيناك عيناك عيناك
سواء أتيت إلى سجني أو إلى مستشفى
عيناك ، عيناك ، عيناك دائمًا في الشمس
إنه في نهاية شهر مايو
على جانب أنطاليا ، المحاصيل في وقت السحر.
عيناك عيناك عيناك
كم مرة بكوا أمامي
كانت عيناك عارية
كبيرة وعارية مثل عيون طفل عمره ستة أشهر ،
ولكننا لم نبق يومًا بدون شمس
عيناك عيناك عيناك
دع عينيك ترى الأنين
شخص سعيد بهيج
ذكية ومثالية قدر الإمكان
نبوءة الشاعر
والشاعر الرائي هو الذي يفضح ارتماء تركيا في أحضان الامبريالية التي تذبح العالم كل لحظة , في قصيدته خائن الوطن يقول :
لا يزال نظام حكمت يواصل خيانته.
قال حكمت: نحن شبه مستعمرة للإمبريالية الأمريكية.
لا يزال نظام حكمت يواصل خيانته “.
ظهروا في جريدة أنقرة ، على ثلاثة أعمدة ، بالصراخ الأسود ،
في إحدى الصحف بأنقرة ، بجانب صورة الأدميرال فيليمسون
يضحك على مساحة 66 سم مربع ، من فمه إلى أذنيه، أميرال أميركي
تبرعت أمريكا بمبلغ 120 مليون ليرة لميزانيتنا 120 مليون ليرة.
قال حكمت: “نحن شبه مستعمرة للإمبريالية الأمريكية.
لا يزال نظام حكمت يواصل خيانته “.
نعم أنا خائن لو أنت وطني إذا كنت من محبي الوطن فأنا من خونته أنا خائن الوطن
أنا خائن ، أنا خائن.
لو وطنك هو مزارعك
الوطن هو ما بداخل سجلات النقد ودفاتر الشيكات الخاصة بك ،
إذا كان الوطن سيموت من الجوع ،
إذا كان الوطن يرتجف كالكلب في البرد ويتلوى من الملاريا في الصيف ،
إذا شرب دمائنا في مصانعكم هو الوطن،
مسامير الوطن لأصحاب العقارات الخاصة بك ،
إذا كانت الوطنية علم رمح ، إذا كانت الوطنية عصا بوليسية ،
إذا كانت مخصصاتك راتبك إذا كانت وطنك،
إذا كان الوطن قواعد أمريكية ، قنبلة أمريكية ، مدفع بحري أمريكي ،
الوطن ، إن لم يكن ليتم خلاصنا من الظلام النتن ،
أنا خائن.
في الصيف ، بالصراخ الأسود على ثلاثة أعمدة:
لا يزال نظام حكمت يواصل خيانته.