كثيرة هي القطاعات والمجالات التي تأثرت بالحرب الكونية التي شنت على سورية ووضعت في حسبانها تدمير كل شيء، إلا أنه رغم كل ماحدث استطاعت دولة المؤسسات المتنوعة والقوية الصمود، ولكن الخساىر كانت كبيرة ونستطيع أن نقول إنها كانت في بعض المجالات فادحة…
إلا أن ما ميز الدولة السورية أنها استطاعت أن ترمم وبسرعة الكثير من الخساىر ليتم إطلاق إعادة الإعمار في أكثر من اتجاه حسب الأولويات، لتتفاوت نسب الاستجابة حسب المعطيات والظروف، حيث نجد أن النتائج كانت مرضية في مجال الزراعة على خلاف مجالات أخرى كالصناعة وذلك لحاجة هذا القطاع لكلف كبيرة وإعادة إعمار بنى تحتية ضخمة في ظل حصار خانق.
شهدنا مؤخراً انطلاق فعاليات مهرجان العسل السوري الذي شهد مشاركة فعالة من المربين من مختلف الجغرافيا السورية الذين شاركوا بمنتجات ذات مواصفات مميزة وهنا لابد من التوقف عند هذا القطاع الذي حقق استجابة مميزة لتجاوز الخسائر التي أصابته ليحقق درجة مقبولة من التعافي بعد تقلص مساحة المراعي المناسبة وانتشار بعض الأمراض، حيث تراجعت سلالة النحل السورية المسجلة عالمياً باسم (نظرسيرياكا) الى نحو 30 بالمئة من مجمل النحل الموجود في سورية ..
هذا ووصل عدد خلايا النحل في سورية قبل الحرب الإرهابية إلى 600 ألف خلية، لكن العدد انخفض إلى 200 ألف خلال سنوات الحرب، ليعود مؤخراً إلى 350 ألف خلية.
من منحى آخر قدرت حاجة السوق المحلية من عسل النحل بنحو 1500 طن خلال عام 2010 وبلغ الإنتاج آنذاك حوالي 3200 طن. أما اليوم فيقدر إنتاج العسل بنحو 500 طن ما سبب عجزاً في الكميات المطلوبة، واليوم يعود قطاع النحل للانتعاش مجدداً بدعم من وزارة الزراعة واتحاد النحالين العرب، حيث أدت زيادة الإنتاج التدريجي بالكميات إلى عودة أصناف جديدة من العسل وزيادة رغبة النحالين بعودة تصدير العسل من جديد لكل دول العالم.
ما شهدناه من عودة لتعافي هذا القطاع تجربة يجب أن تعمم في مختلف القطاعات الأخرى وخاصة أن التعافي الذي نحن بصدده جزء كبير منه كان بمبادرات من المهتمين الذين استمروا في التربية رغم الظروف والصعوبات والعقبات ولم ينتظروا الدعم من الجهات المعنية، ولعل اكثر ما ادهشني تمثل في عدد من الزوار الذين أجبرتهم الظروف على التوقف عن التربية نظراً لظروف قاهرة إلا أن شغفهم واهتمامهم دفع بهم للتواصل والبقاء على اطلاع بآخر المستجدات ليبرهنوا على تمسكهم بالمبادرة الإيجابية وفق مبدأ أن تشعل شمعة خيراً من أن تلعن الظلام.
على الملأ- باسل معلا