الثورة اون لاين – لميس عودة:
يمعن إرهابيو “قسد” في التضييق على أهلنا في الجزيرة ويرفعون وتيرة اعتداءاتهم تنفيذاً لأجندات المحتل الأميركي الذي يمتهن الخداع والمراوغة فينساق مدمنو التبعية والارتهان وراء وعوده الخلبية بتحقيق أوهام انفصالية، ويتوهمون أن إمعانهم بالبطش والتنكيل سيحقق أوهامهم تلك، متناسين أن المقاومة الشعبية لممارساتهم الإرهابية تتعاظم يومياً و لن تسمح لهم بتحقيق مآربهم في الاقتطاع أو السلخ أو التجزئة ولن تمكنهم من تنفيذ مخططاتهم.
أولئك المنقادون بحبل التبعية، واللاهثون وراء جزرة انفصال يغريهم بها المحتل الأميركي، لم يتركوا وسيلة قذرة ولا أسلوبا عدوانياً لم يمارسوه ضد أهلنا في الجزيرة، بدءا بالتعدي والانتهاكات إلى مصادرة الممتلكات والاعتقالات التعسفية ومحاولة التجنيد الإجباري ،وليس انتهاء بمحاولة منع التعليم الرسمي واختطاف المعلمين ومحاولة فرض مناهجهم الدراسية على أبناء الجزيرة، لكن كل هذه الفظائع الوحشية التي يرتكبونها هو مقتل أوهامهم وهو ما يسرع نهاية عربدتهم ووأد مشروعاتهم الانفصالية، عبر تنامي الانتفاضة الشعبية ضدهم التي تؤكد مشاهدها وصورها أنها لن تستكين ولن تخفت شعلة مقاومتها حتى دحر المحتلين والغزاة وأدواتهم عن أراضي الجزيرة.
يغيب عن بال عملاء إدارة الإرهاب الأميركية أنهم أدوات رخيصة لدى مشغلهم وحطب يستخدمه في أفران أطماعه ومصالحه، وإن قيمتهم عنده لا تساوي حبر صكوك الارتهان والتبعية التي قدموها له صاغرين منذ بداية حربه الإرهابية على الشعب السوري، ولا يتعظون من التجارب التي تؤكد أن لا عهد ولا ذمة للمحتل الأميركي على مر تاريخه، وانه لا يبالي بإشعال أعقاب حطب أدواته الوظيفية ليؤجج نار جبهة أو يسعر مرحلة، ولا يهمه أبدا طعن شركاء إرهابه في ظهر تبعيتهم، ولا حتى الدوس بكل عنجهية على جثثهم كبساط يوصله الى مصالحة الاستعمارية، إلا أن مطاردة الوهم الانفصالي هو ما يسلب هؤلاء المغرقون في عمى إدراكهم الرؤية لاستشراف نهاياتهم المحتومة، رغم أن الشواهد عليها جلية وواضحة تتمثل بانتفاضة أهالي الجزيرة ضد سلوكهم الإرهابي، ووحدها ستحرق كل مخططات واشنطن ومشاريعها الاستعمارية وستقطع الأيدي التي تتطاول على وحدة الجغرافيا السورية.
فالانتفاضة الشعبية في الجزيرة السورية تتعاظم يومياً، وتتصدى باقتدار لعربدة ميليشيات الانفصال، وترسل رسائلها للمحتل الأميركي ومفادها الرفض المطلق لوجود أي محتل أو غاز ،وأن حمم غضبها ستحرق كل مخططات التجزئة والاقتطاع التي يلهث الواهمون وراء تحصيلها .
رسائل المقاومة الشعبية الميدانية لردع المعتدين لن يتوقف انهمارها، وهي كفيلة بتلقينهم الدروس الموجعة بأن الذراع التي تتطاول عدواناً ستبتر، وأن وحدة الجغرافيا السورية خط أحمر لا يمكن تجاوزه، وأنها ثابت وطني لا يتغير وغير قابل للمساومات، و مهما تمادى إرهابيو “قسد” في جرائمهم وانتهاكاتهم، فالعبرة في الخواتيم الميدانية التي لاحت بشائر إنجازات انتفاضتها في أفق الجزيرة .