الثورة أون لاين – ريم صالح:
يتوهم نظام الانتهازية واللصوصية التركية كثيراً، بل ويخطئ في حساباته إن ظن أنه بجرائمه التي يقترفها بحق السوريين، قد يفلح بتحقيق ولو جزء يسير من أجنداته وسيناريوهاته المعادية، فلم يبق في حوزة المحتل التركي جريمة شنيعة إلا واقترفها بحق السوريين، بدءاً من جريمتي الاحتلال والعدوان، إلى جريمة تعطيش أهالي الحسكة، ولا ندري ماذا تخبئ العقلية العثمانية الإجرامية للسوريين في الأيام القادمة.
ولكننا مع ذلك لا نستغرب على نظام الإرهاب التركي هذا السلوك البلطجي كله، فسجله وممارساته اللا أخلاقية، واللا شرعية، واللا قانونية، والتي لا تراعي، ولا تحترم أي بند من بنود علاقات حسن الجوار تجاه الدولة السورية ليست وليدة اللحظة، أو حدثاً طارئاً، أو مفاجئاً، بل هي تستمد جذورها من أحداث التاريخ القريب والبعيد.
من منا لا يذكر كيف استخدم نظام العثمانيين الجدد المياه كورقة ابتزاز وسلاح رخيص لمحاولة لي ذراع السوريين؟ ومن منا لا يذكر كيف أن هذا النظام المارق كان يعود بخفي حنين في كل محاولاته الدونكيشوتية؟ ومن منا لا يذكر كم مرة تم تخفيض منسوب نهري دجلة والفرات؟ وكيف تم تجفيف ينابيع نهر الخابور من خلال إقامة المشاريع على روافدها وتحويل مياه الروافد إلى مشاريع يستثمرها المحتل التركي ضمن أراضيه ؟!.
اللافت هنا أن هذه المرة هي المرة الـ 18 التي يتم فيها قطع المياه عن أهالي الحسكة ما يهدد حياة أكثر من مليون مواطن سوري، مع التنويه إلى أنه في المرة السابقة قد تم ايقاف محطة علوك لأكثر من شهر، رغم أنه لا يوجد أي مبرر لقطع المياه من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته، فالمحطة جاهزة، والكهرباء متوافرة، وتم إدخال آبار جديدة في الاستثمار، لكن هذا السلوك برأينا ما هو إلا انعكاس لحقيقة وجه النظام التركي المدمن على ارتكاب جرائم حرب.
نظام الاحتلال التركي لا يتصرف بمفرده، أو من فراغ، وإنما هو يؤدي دوره التخريبي المرسوم له من البنتاغون الأميركي، وفي المكان والتوقيت المحدد لهذه المهمة القذرة، وهو بتعطيشه للسوريين يحاول أن يكمل الدائرة، ويطبق الخناق على السوريين أكثر فأكثر، فإذا قتلت أمريكا السوريين “بقيصرها” غير الشرعي، وبحصارها، وعقوباتها القسرية أحادية الجانب، أكمل هو سيناريو واشنطن الفوضوي، وإن كان بمنحى آخر، وورقة أخرى ألا وهي قطع المياه عن أهالي الحسكة.
المؤكد لنا جميعاً أن المحتل التركي ما هو إلا ذراع أمريكا في المنطقة، وكل ما يقوم به يصب في خانة تحقيق الأطماع الأمريكية من جهة، وضمان المصالح الإسرائيلية العدوانية من جهة أخرى، كذلك فإن ميليشا “قسد” الانفصالية العميلة لا تعدو هي الأخرى عن كونها أداة يحركها الأمريكي كيفما ارتأى لتحقيق أجنداته العدوانية، وصولاً إلى تهجير السوريين من مدنهم وقراهم، وفرض واقع ديموغرافي جديد على الأرض، واقع يتناقض مع معطيات الحقيقة والتاريخ، وذلك طبعاً ليضمن المحتل الأمريكي استمراره بنهب ثروات السوريين من نفط وحبوب.
وجود الاحتلال الأمريكي والتركي مسألة وقت، أما الميليشيات الانفصالية فسرعان ما سيتم تدميرها من قبل من استثمر فيها، بمجرد انتهاء صلاحيتها، ونفاد رصيدها الإرهابي التخريبي، والسوريون صامدون، ولا التعطيش، أو التجويع، أو الابتزاز الرخيص سيثنيهم عن التمسك بثوابتهم ومبادئهم الوطنية.