الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:
ما تشهده مناطق الجزيرة السورية من انتفاضة شعبية، هو رد طبيعي على جرائم ميليشيا “قسد”، وعلى وجود الاحتلال الأميركي الذي ينهب ثروات السوريين، وحالة الغضب الشعبي ضد ممارسات ” قسد” الإجرامية تتصاعد بشكل شبه يومي، وباتت نواة حقيقية للمقاومة الشعبية التي ستحصد ثمارها قريبا بطرد تلك الميليشيا العميلة، ودحر مشغلها الأميركي، وسبق وأن اندلعت الكثير من الاشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة في العديد من بلدات ريف دير الزور وأسفرت عن طرد مرتزقة هذه الميليشيا من عدة قرى وبلدات، وتم استعادة مواقع كانت تتخذها تلك الميليشيات مقرا لها على مدى السنوات الماضية وحاولت خلالها فرض أجندتها المرتبطة بمخططات المحتل الأمريكي.
فجرائم تلك الميليشيا العميلة بحق أهلنا في الجزيرة تتواصل بشكل يومي وبأشكال عدة، عبر القيام باختطاف المدنيين وتجنيدهم قسريا في صفوفها، والاعتداء على ممتلكات المواطنين، والاستيلاء على المباني والمؤسسات الحكومية، ونهب المحاصيل الزراعية، واغتيال وجهاء العشائر والشيوخ العربية، وغيرها الكثير من الجرائم.
هذه الصورة الوحشية تتماشى مع ما يريده المحتل الأميركي ومع ما يفعله أيضاً، لدفع المنطقة في الجزيرة نحو مزيد من الانفجار والعنف، كي يبقى هذا المحتل يستثمر الوقت لصالح إرهابه، وكي تبقى خطوط وإمدادات تلك المنطقة الاقتصادية الحيوية بين أصابعه لممارسة المزيد من الضغط على السوريين الذين لا تكف أميركا عن دفع المزيد من العقوبات العدوانية والجائرة بحقهم.
واقع إجرام إرهابيي “قسد” الأميركية وتضييقها على الأهالي ينطق به الواقع بعد أن أقدمت تلك الأداة على اختطاف عدد من المدنيين، عبر مداهمات نفذتها مجموعاتها المسلحة في قرى العزبة ومعيزيلة وطيب الفال بريف دير الزور الشمالي واختطفت 11 مدنياً واقتادتهم إلى جهة مجهولة بينما اختطف مسلحو الميليشيا مدنياً في محيط قرية الصبح بالريف الشرقي، فيما كان إرهابيوها أمس اختطفوا عدداً من المدنيين بينهم نساء في بادية بلدة طابية جزيرة بريف دير الزور وقرية الصبيحية في منطقة الرميلان بريف الحسكة الشمالي الشرقي.
ليس هذا فحسب فقد سبقتها عمليات اختطاف عديدة لمدنيين، كما اعتدى مسلحوها في 20 الشهر الجاري على متظاهرين خرجوا للمطالبة بإطلاق سراح المعلمين المعتقلين في سجونها في بلدة الدرباسية بريف الحسكة الشمالي الذين اختطفتهم الميليشيا خلال الفترة الماضية، حيث اعتدوا بالضرب بأعقاب البنادق على المتظاهرين ولا سيما على أهالي المعلمين المختطفين قبل أن يقدم عدد من المسلحين على إطلاق النار بشكل عشوائي لترهيب المتظاهرين وتفريقهم.
وكانت ميليشيا (قسد) اختطفت عددا من المعلمين في بلدة الدرباسية خلال الفترة الماضية وزجت بهم في سجونها بذريعة قيامهم بافتتاح دورات تعليمية لتدريس الطلاب من مراحل مختلفة وفق المناهج التعليمية الحكومية.
إنه الإرهاب الأميركي الغربي المستمر منذ عشر سنوات تقريباً وهو خيط من خيوط محاولات منع سورية من مكافحة الإرهاب على أراضيها، هو الإرهاب الأميركي الذي يحاول تكريس وتكريس احتلاله في الجزيرة السورية عبر تلك الأدوات الإرهابية والميليشيا المسلحة.
وهم أميركا لن يطول، وإرهابها وأدواتها إلى زوال مهما افتعلت واختلقت من ممارسات وأساليب تعذيب وتهجير وقتل وتنكيل وتضييق، فالمقاومة طريق السوريين لاستعادة من يحاول المحتل سلبه منهم، والجيش العربي السوري هو السند والدرع الحامي لطرد الإرهاب بأشكاله وتسمياته المختلفة.